عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
4716
 
زياد عموري
من آل منابر ثقافية

زياد عموري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
109

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
قلب سوريا

رقم العضوية
10422
04-01-2012, 02:20 AM
المشاركة 1
04-01-2012, 02:20 AM
المشاركة 1
افتراضي امرأة إلا ربع ...
امرأة إلا ربع ...
تقتات من صبري ما تشاء ...
وتحملني قسراً إلى شفتيها ...
لتلقنني كل أسرارها الخاطئة ...
قتلتني مراراً ...
وذرتني رماداً لريحٍ صرصر ...
قيدتني ...
وأسرفت في تعذيبي حباً وعشقاً ...
امرأةٌ لا تملك غيري ...
وتقول أنها من الأثرياء ...
وكلما سألتها عن ثروتها ...
قبلتني وبكت ...
فيكون جوابها خليطاً بين الحقيقة والسراب ...
وكلما سألتها من أنا ...
قبلتني وبكت ...
لأعرف أنها أنا ...
وأني هي ...
امرأةٌ بحجم الهواء ...
تملأ قلبي انتظاماً ...
وتردداً ...
وتلعثماً ...
مذ عرفتها أول مرة ...
وأنا على هذه الحال ...
أحاول أن أجد لها نظيراً ...
فلم أجد في كل اللغة وصفاً كاسمها ...
ولم أجد في بحور العشق حالاً كحالها ...
وكم أخفقت في البحث عن صفةٍ تليق بها ...
فكانت دوماً ...
امرأةً إلا ربع ...
وعمراً إلا ربع ...
وقلباً إلا ربع ...
وحباً إلا ربع ...
ولغةً أخرى بغير حروف ...
فلا حرف يجرؤ أن يكون بحضرتها ...
غير جسدٍ لم يعد يدري من صاحبه ...
امرأةٌ فقط ...
تقف الكلمات في حضرتها إجلالاً ورهبة ...
وتتلعثم الأحاسيس ارتباكاً ...
كم أتعبني حديثها ...
وأرّقني ...
وأحرقني بغير ذنب ...
فكل ما اقترفته ...
كان هي ...
وكم سألت نفسي عنها ...
كيف ومن تكون ...؟
ولم أفلح يوماً في الإجابة ...
كانت أنا منذ البداية ...
يوم رأيتها أول مرة ...
كانت الساعة إلا ربع ...
واليوم إلا ربع ...
والتاريخ إلا ربع ...
ومن يومها ...
احتفظت لنفسها بذاك الربع الذي لم أعد أعرف أين أجده ...
قسّمت حياتي أرباعاً وأنصافاً ...
تختار كل ما تريد ...
وأعيش أنا على الفتات ...
امرأةٌ ضحكتُ من سطوتها يوماً ...
تضحك اليوم من ضعفي ...
وتقول عني أشيائها المبهمة ...
فأقبل طائعاً كل ما تقول ...
وحين تعاندني ...
تناديني بنصف رجل ...
وتترك لشفتها السفلى تتمة الحديث ...


كفى بك داءً ...
أن ترى الموت دواء ...