عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
20

المشاهدات
4529
 
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي


محمد جاد الزغبي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,179

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jan 2006

الاقامة

رقم العضوية
780
12-08-2019, 08:07 PM
المشاركة 1
12-08-2019, 08:07 PM
المشاركة 1
افتراضي لماذا اعتبر الله اليأس .. كفرا ؟!
[justify]
لماذا اعتبر الله اليأس .. كفرا ؟!

خلق الله الدنيا كدار للشقاء , ومع ذلك سمى اليأس من رحمته كفرا
لأنه جعل فيها مسارا نورانيا يمنحك النعيم المقيم من أسوأ ما يمكن أن يعانيه الإنسان ..
الشقاء الحقيقي هو شقاء النفس والروح المتمثل في الأزمات النفسية بأشكالها بدء من سوء الظن ومرورا بالضيق وانتهاء باليأس
هذه الأزمات هى أعتى أنواع الشقاء لكونها لا يتم حلها بحلول دنيوية كباقي الأزمات فى المأكل والمشرب والملبس
فلو كنت من أصحاب الملايين ما استطعت شراء ( السكينة )
والسكينة كما يقول النابلسي أغلى سلعة بأيسر سعر !!!
فهى لا تباع بمال لذلك هى الأغلى , وهى متاحة لكل مسلم لهذا هى الأيسر
فالأزمات التى يمر بها الإنسان المسلم يستطيع النجاة منها بطريقتين
إما أن تواجهها وتهزمها , وإما أن تملك ــ على الأقل ــ الدرع الذى تستطيع معه أن تتحمل ضرباتها
والمسلم الذى يشتكى من ضيق الصدر بصفة دائمة عليه أن يراجع أمرين , موقفه من الصلاة , وموقفه من ذكر الله
فمن الغريب أن يأتى مقاتل ومحارب ليشتكى الهزائم بينما تخلى طواعية ــ وبإرادته ــ عن درعه وسلاحه ..

باختصار ..
المسلم فى الدنيا ــ وهى دار الشقاء ــ أشبه بالمقاتل أو المحارب فى حرب لا غفلة فيها , فإن كان مؤمنا بالله , فهذا يساوى عند المقاتل الجسد القوى والعضلات المفتولة والذهن المتوقد وبإيمانه يكون قد قطع أول طريق الإجادة فى الحرب .. ولهذا بغير الإيمان فهو جسد متهالك لا يقوى على حرب قط مهما أوتى من سلاح
فإذا انتظم بصلاته فى أوقاتها ــ ما استطاع ــ أنزل الله عليه درعا مصقولا عميق الصلابة تتكسر عليه سهام أخطر عدوين له , وهما الشيطان والدنيا , ومهما أكثروا الضربات فغاية الأثر أن تكون الضربات موجعة فى تتابعها , لكنها أبدا لا تقتله أو تعجزه عن الحركة فتخيلوا إذا تخلينا عن الدرع طواعية , لا شك أن الضربات ساعتها ستكون قاتلة
فإن التزم المسلم بذكرالله المرصود فى الأذكار النبوية واتخذ لنفسه وردا بسيطا مع الإستمرار فيه صباحا ومساء ,

هنا يختلف الأمر جذريا ,
لأن المقاتل هنا سيمتلك سلاحا فتاكا , أى أنه لن يكتفي بدرع يصد الضربات بل سيهاجم معاقل عدوه بما لا قبل لعدوه به , ومهما حاول مواجهته فلن يستطيع , بل إن المؤمن المصلي الذاكر لا يكون حماية لنفسه فحسب بل هو حماية لكل من تحت لوائه , وحماية لكل مجلس يجلس فيه أيضا , وبالتالى تتراجع كل محاولات الشيطان خائبة مهما بلغت قوتها , فضلا على أن الدنيا بكل جبروتها تأتيه راغمة
ما الذى تبقي إذا من شقاء الدنيا , بعد ذلك
لم يتبق شيئ إلا القضاء والقدر , وهذا ليس عدوا بالطبع , ولكنه البلاء الذى يتعين مواجهته على كل إنسان , وحتى هذا جعل الله له درعا وسلاحا
فالقضاء كالسلاح النووى الذى لا يصمد أمامه درع أو يمكنك صده بسلاح , لكن إذا التزم الإنسان بالدعاء فسيكون دعاءه لربه وابتهاله له أشبه ما يكون بسلاح مضاد ــ لن يبطل الإبتلاء ــ لكنه سيعطل مفعوله , وستظل أدعية المسلم والبلاء يتصارعان حتى يوم القيامة فلا يغلب أحدهما الآخر كما وعد الله ووعد رسوله عليه الصلاة والسلام ,
وبهذه المعادلة البسيطة ( الإيمان , الصلاة , والذكر , ثم الدعاء ) يتذوق الإنسان طعم الجنة قبل أن يلجها فعليا , ..
أسأل الله تعالى لى ولكم ولسائر المسلمين عملا بما نعلم[/justify]