عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2014, 09:22 AM
المشاركة 194
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبدالرحمن بدوي
ولد الدكتور عبد الرحمن بدوي بقرية شرباص- دمياط في الرابع من فبراير عام 1917, ويعتبر أحد أبرز أساتذة الفلسفة العرب في القرن العشرين وأغزرهم إنتاجا، إذ شملت أعماله أكثر من 150 كتابا تتوزع ما بين تحقيق وترجمة وتأليف، ويعتبره بعض المهتمين بالفلسفة من العرب أول فيلسوف وجودي مصري، وذلك لشدة تأثره ببعض الوجوديين الأوروبيين وعلى رأسهم الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر.أنهى شهادته الابتدائية في 1929 من مدرسة فارسكور ثم شهادته في الكفاءة عام 1932 من المدرسة السعيدية في الجيزة. وفي عام 1934 أنهى دراسة البكالوريا، حيث حصل على الترتيب الثاني على مستوى مصر، من مدرسة السعيدية، وهي مدرسة اشتهرت بأنها لأبناء الأثرياء والوجهاء. إلتحق بعدها بجامعة القاهرة، كلية الآداب، قسم الفلسفة، سنة 1934، وتم إبتعاثه إلى ألمانيا والنمسا أثناء دراسته، وعاد عام 1937 إلى القاهرة، ليحصل في مايو 1938 على الليسانس الممتازة من قسم الفلسفة.
بعد إنهائه الدراسة تم تعينه في الجامعة كمعيد ولينهي بعد ذلك دراسة الماجستير ثم الدكتوراه عام 1944 من جامعة القاهرة، والتي كانت تسمى جامعة الملك فؤاد في ذلك الوقت. عنوان رسالة الدكتوراة الخاصة به كان: "الزمن الوجودي" التي علق عليها طه حسين أثناء مناقشته لها في 29 مايو 1944 قائلا: "أشاهد فيلسوفا مصريا للمرة الأولى". وناقش بها بدوي مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية والزمان الوجودي.
عين بعد حصوله على الدكتوراه مدرساً بقسم الفلسفة بكلية الاداب جامعة فؤاد في ابريل 1945 ثم صار أستاذا مساعدا في نفس القسم والكلية في يوليو سنة 1949. ترك جامعة القاهرة (فؤاد) في 19 سبتمبر 1950، ليقوم بإنشاء قسم الفلسفة في كلية الآداب في جامعة عين شمس، جامعة إبراهيم باشا سابقا، وفي يناير 1959 أصبح أستاذ كرسى. عمل مستشارا ثقافيا ومدير البعثة التعليمية في بيرن في سويسرا مارس 1956 - نوفمبر 1958
غادر إلى فرنسا 1962 بعد أن جردت ثورة 23 يوليو عائلته من أملاكها. وكان قد عمل كأستاذ زائر في العديد من الجامعات، (1947-1949) في الجامعات اللبنانية، (فبراير 1967 - مايو 1967) في معهد الدراسات الاسلامية في كلية الاداب، السوربون، بجامعة باريس، (1967 - 1973) في بالجامعة الليبية في بنغازى، ليبيا، (1973-1974) في كلية "الالهيات والعلوم الاسلامية" بجامعة طهران، طهران و(سبتمبر سنة 1974-1982) أستاذا للفلسفة المعاصرة والمنطق والاخلاق والتصوف في كلية الاداب، جامعة الكويت، الكويت. أستقر في نهاية الأمر في باريس.
في عام 2000 نشر مذكراته في كتاب ضخم من جزئين، وصل عدد صفحاته إلى 768 صفحة، لدى المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وكان لنشر الكتاب صدى ضخم لدى الكثير من المثقفين المصرين وذلك لأن بدوي هاجم الكثير ممن أعتبرهم المثقفين العرب رموزا للفكر. كما هاجم بقوة النظام المصري وحكم جمال عبد الناصر موجها انتقادات شتى. وعلق على حجم المشاركة في تشييع جنازة جمال عبد الناصر بأن هذا "أمر عادي ولا يمت بصلة إلى وجود علاقة حب بين المصريين وعبد الناصر"، مشيرا إلى أن "هذه هي طبيعة شعب هوايته المشي في الجنازات".

توبته:
كتب الشخ أحمد بن عبدالرحمن الكوس * :
( ... كان يؤمن بالالحاد وهو مذهب الوجودية الذي اتخذه مذهبا له ومعنى الوجودية: الخروج من الشيء، وجاء في المعجم الوسيط: أي: فلسفة ترى ان الوجود سابق على الماهية، ويذهب سارتر الى انها: تقوم على الحرية المطلقة التي تمكن الفرد من ان يصنع نفسه، ويتخذ موقفه كما يبدو له تحقيقا لوجوده الكامل.
ويذهب بدوي الى ان الله تعالى ليس موجودا وان وجوده ليس حقيقيا، وان الله غيب ويقول: انا موحد وفي توحيدي حيوية الوثنية، بل انا وثني، وفي وثنيتي صفاء التوحيد...
وقد حاول ربط الوجودية بالصوفية التي تقوم على الحلول والاتحاد وهي لها نزعات فلسفية يونانية ونصرانية، لذلك درس الصوفية وألف حولها العديد من الكتب والدراسات ودعا الى وجودية عربية.
في آخر حياة بدوي اهتم بالبحث في القضايا الاسلامية والعقيدة الاسلامية والفرق والقرآن وعن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والدفاع عن الاسلام على الرغم من مذهبه الوجودي.
ثم بفضل الله تعالى رجع الدكتور عبدالرحمن بدوي الى الاسلام وقد بلغ من عمره 85 عاما حيث كان في باريس ثم مرض هناك ورجع الى بلده مصر حيث مكث اربعة اشهر قبل وفاته، ومما يدل على توبته اللقاء المشهور الذي اجراه الصحافي المشهور صلاح حسن رشيد والذي نشر في مجلة الحرس الوطني في السعودية، حيث ظل ستين عاما في مذهب الوجودية معاديا للاسلام حيث قال: «لا استطيع ان اعبر عما بداخلي من احساس الندم الشديد، لأنني عاديت الاسلام والتراث العربي لأكثر من نصف قرن، اشعر الآن انني بحاجة الى من يغسلني بالماء الصافي الرقراق، لكي اعود من جديد مسلما حقا، انني تبت الى الله وندمت على ما فعلت..».
كان هذا الملخص الذي استفدناه من رسالة للدكتوراه للدكتور عبدالقادر بن محمد الغامدي بعنوان: (عبدالرحمن بدوي ومذهبه الفلسفي ومنهجه في دراسة المذاهب عرض ونقد)أ.هـ

توفي في مستشفى معهد ناصر في القاهرة صباح الخميس 25 يوليو عام 2002 ميلادي ،عن عمر يقارب 85 سنة. حيث كان قد عاد من فرنسا إلى مصر قبل وفاته بأربعة أشهر بسبب إصابته بوعكة صحية حادة, إذ سقط مغشيًا عليه في أحد شوارع باريس وأتصل طبيب فرنسي بالقنصلية المصرية بأن أمامه شخصًا مريضآ يقول إنه فيلسوف مصري يطلب مساعدتهم.

______________
* في مقلة له بعنوان (
توبة د.عبدالرحمن بدوي من الوجودية والإلحاد) في جريدة الوطن الكويتية في تأريخ 20 - 3 - 2010 ميلادي .

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا