عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2014, 09:21 AM
المشاركة 193
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رشيد أيوب
رشيد بن نصر الله أيوب* ، شاعر و وشاح لبناني مهجري، ولد في لبنان بقرية بسكنتا** بجبل لبنا في عام 1288 هجر الموافق لعام 1871 ميلادي ، ورحل سنة 1889 م، إلى باريس، فأقام ثلاث سنوات، وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى تصدير البضائع، وعاد إلى قريته، فمكث أشهراً.وهاجر إلى نيويورك، فكان من شعراء المهجر المجلين، و شارك مع زملائه في تكوين الرابطة القلمية *** ، واستمر إلى أن توفي عام 1360 هجري الموافق لعام 1941 ميلادي ، ودفن في بروكلن. كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما نظمه من شكوى عنت الدهر.
من شعره:

- قصيدة يقول فيها :

ما أنسَ لا أنسَ إذ جاءت على حَذّرٍ = خوف الرّقيبِ وقالت خفّفِ الشكوَى
فقلتُ من أين لي صبرٌ ولي كَبِدٌ = من نار حبّكِ إن جنّ الدّجى تكوى
ما كنتُ أشكو الهوَى لولا مقاطعةٌ = تُشجي فشكوايَ عندي المنّ والسلوَى
ثم انثنينا إِلى رَوضٍ وقَد لعبَت = يدُ النّسائِمِ فِيه كَيفما تهوَى
هُنَاك بتنا ولا مأوى يُحَجّبنَا = حتى جعلنَا لنا من حبّنَا مأوَى

- و قوله:

سأجمعُ ما تَكسّرَ من فُؤادي =وأحملُ ما بصدري من معانِ
وأرحلُ عن ربوعكِ يا سُليمى =إلى دنيا تصحّ بها الأماني
فأنفخ في سماءِ الحبّ نايي =وأنشدُ ما بنَفسي من أغاني
وأشربُ من عصير الروح خمراً =يحول شعاعها دون العيانِ
فإن جاءت همومُ الدهر يوماً =تُفَتّشُ في مكاني لا تراني

_

- له موشح أقرع ( هي دنيا):

هيَ دنيا لا تقل ماذا دهاها = مثلما قد نشر الدهر طواها
ذكّرتنَا عندما الناعي نَعاها = رُبّ دارٍ بالغضا طالَ بلاها
عكف الرّكبُ علَيها فَبَكاها
خمدت نيرانها في محشرٍ = بعدما قد أومضَت من أشهرٍ
فهي في عرف الوَرَى من أعصرٍ = درست إِلاّ بقايا أسطُرٍ
سمح الدهرُ بها ثمّ محاها
يا بلاداً كم فتاةٍ وفتىً = يبعَثُ الشوقَ إِليها زَفرَةً
يا رَعى الرّحمنُ فيها بُقعَةً = وقَفَت فيها الغواني وَقفَةً
ألصقت حرّى حشاها بثراها
مُهجَتي خلّفتَها ذائبَةً = في ربوعٍ أصبَحَت سائِبَةً
ناحَتِ الوُرقُ بها دائِبَةً = وبَكَت أطلالها نائِبَةً
عن جفوني أحسنَ الله جَزَاها
خُلفاءَ الشرقِ عَنّا بنتُمُ = وَوَهى الإسلامُ لمّا هنتُمُ
لم يَكُن مني الجفا بل منكمُ = كنتُ مشغوفاً بكم إِذ كنتُمُ
شَجَراً لا تبلغ الطيرُ ذراها
دولةً للعرب مدّت طَولَهَا = في زمَانٍ قد تحاشى صَولَها
ونمت والغربُ يخشى هَولَهَا = لا تَبِيتُ الليلَ إِلاّ حَولَهَا
حَرسٌ ترشح بالموتِ ظُبَاها
يومَ كان العدلُ من أركانها = ولها عطفٌ على أوطانها
تستَمِدّ العزمَ من فتيانها = وإِذا مُدّت إِلى أغصَانها
يدُ جانٍ قُطعت دون جناها
كم بساحات العُلى قد مرَحت = قبلما الأتراك فيها سَرَحَت
عصبَة ثوب الخمول اتّشَحَت = فترَاخى الأمرُ حتى أصبَحَت
هملاً يطمعُ فيهَا مَن يَراهَا
قد قضَيتُ العمرَ لا أطلُبُهَا = نائِياً في غربتي أندُبها
فميَاهُ الذلّ لا أشربها = تخصبُ الأرض فَلا أقرَبها
رائداً إِلاّ إِذا عَزّ حماها
إنّني أرجو إِلَيهَا عَودَةً = يومَ تُمسي في حماها دولةً
إن حَمَتها مَلأتها صَولَةً = لا أراني الله أرعى رَوضَةً
سهلة الأكناف من شاء رعاها
________

* هكذا أورد نسبه معجم البابطين ** وردت في موسوعة ( أدب adab ) سبكتنا و هو خطأ و الصحيح ما أثبتنا من أنها ( بسكنتا) ، و هي بلدة ميخائيل نعيمة كما ذكر محمد عبدالمنعم خفاجي في كتابة ( قصة الأدب المهجري).
*** قصة الأدب المهجر ، لمحمد عبدالمنعم خفاجي.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا