عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2018, 02:24 PM
المشاركة 2
بتول الدخيل
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كل من يأتي الى النهر،يحكي له حكايته،النهر يصغي للجميع بصمته الرهيب
،ومهما طالت الحكايا ،فقد تعاهد الصمت منذ زمن طويل،وأدمن الاصغاء.
تحدثني نفسي مرات ومرات وانا على جرف النهر،ان احكي له حكايتي لكنّي اجد غصة فأمسك عن الكلام،
وفي هذه المرة قررت ان القي بنفسي في النهر،واغمر جسدي بالماء، أرتمس ثمّ اغطس الى الأعماق،كمن يغطس في الأحلام
،أو يسافر مع هالة الضوء الى النجوم.
في باب الشركة التي يعمل بها، طلبوا هويته للتأكد من الأسم،انت فلان؟ قال نعم فاقتادوه الى السيارة المصفحة جعلوه بين جنديين
مدججين بالسلاح،شدّو عينيه وقيدو يديه
، كان يحمل بيده اليمنى قارورة الماء لأنه يعاني من جفاف الحلق بعد ان أُجريت له عملية القلب المفتوح
، لم يشفع له مرضه ولا كبر سنه في طلبه منهم فك القيد ليتمكن من رفع قارورة الماء الى فمه.
كان الجنديين يتعاملان معه وكأنهما عثرا على صيد ثمين،يعبثان به ويحركانه ويستفزانه بالكلمات النابية.
شعر الرجل ان نفسه ينقطع بعد ان ضغطه الجنديين بجثتيهما الضخمتين،نفس الشعور كان ينتابني
وانا اغطس في ماء النهر فاضطررت الى اخراج رأسي الى الاعلى
لاستنشق الهواء،كانت الشمس حينها تميل الى الغروب،وتنزع اشعتها الحمراء على سطح الماء ليتلون باللون الاحمر
،بينما تغطس هي لتستحم في الافق.
كانت العصافير في هذه الاثناء تعود الى غصن الشجرة المتدلّي الى النهر،ممتلئة البطون بعد يوم من البحث عن الرزق.
بعد ان تغيب الشمس،وتتوارى في عمق الظلام،تبدأ المعاناة ،عدد كبير من الموقوفين جميعهم في سن الشباب يفترشون بلاط
غرف الاعتقال ويجعلون احذيتهم كوسائد تحت رؤوسهم
،كانت نظراتهم تشفق على الرجل كبيرالسن الذي يعاني من مرض القلب،وكانوا يبادرون بالتقرب منه ويتسابقون في تقديم الخدمة له
وقد جعلو له فسحة ليمدد جسده المتعب وسط الاجساد المحشورة حشرا،لم يغمض للرجل جفن في يومه الاول وكانت نظراته معلّقة
على الشباك الصغيريترقّب الصباح،صباح تعلن عنه زقزقة العصافير وهي تتجمع على الغصن المتدلي قريبا من الشباك،ليبدأ يوم
آخر من استدعاء مجموعة من الموقوفين للتحقيق،عصافير لغتها واحدة كما هي لغة الموقوفين وتهمتهم الوحيدة انهم عرب تحت سلطة الاحتلال.
في صباح اليوم التالي وقفت على حافة النهر،نظرت الى الغصن المتدلي فوجدته خاليا من العصافير،شعرت بنسمة خفيفة من الهواء
تحرّك المويجات باتجاه واحد وهي تصدراصوات منخفضة وكأنها تهمس لي..
لقد اقتادو الرجل للتحقيق ولم يعد حتى الآن. .
الحرية الكبيرة تريد ان نكسر قيود الاحتلال الهمجي وسيفعل الابطال ذلك

باقة ود لك

تدري وش صاب الخفوق!!..فيه بعض آثار شوق..وبه جروح وبه حروق..وبه سوالف لو تروق!!.وبه نزيف بالحنايا ..من فراقك .. يا هوى قلبي الصدوق