عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
3754
 
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


رشيد الميموني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
597

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Dec 2010

الاقامة
تطوان / شمال المغرب

رقم العضوية
9563
02-19-2015, 06:32 PM
المشاركة 1
02-19-2015, 06:32 PM
المشاركة 1
افتراضي يوميا مدرس : اللقب
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

[justify]يوميات مدرس : اللقب

قبل خمس دقائق من انتهاء الحصة الدراسية طلب مني تلامذتي اليوم أن أروي إحدى حكاياتي التي تعج بها سنواتي في حقل التربية والتعليم . فكرت مليا ثم جلست على مقعدي وبدأت أحكي ..
"أذكر أن أحد أبناء جار لي انتقل إلى الصف الإعدادي وكان من بين تلامذتي . ففرح والده وأوصاني خيرا به . وكنت أطمئنه لدى عودتي إلى البيت وأخبره بكل شيء عنه فكان يسعد كثيرا بذلك ويلح علي أن أخبره بكل ما يحتاجه ليوفره له . فقد كان موسرا ومتلهفا لرؤيته ناجحا في دراسته .
لكني فوجئت به في أحد الأيام يطرق باب منزلي بالطابق الثاني ويستأذنني في الدخول ليكلمني وبجانبه ولده الذي بدت عيناه منتفختين من البكاء .
أخبرني أن الولد يرفض أن يعود إلى الفصل لما لاقاه من سخرية بعض زملائه الذين أطلقوا عليه لقبا غلب على اسمه حتى لم يعد أحد يناديه به . ثم نظر إلي مستفهما كأنه ينتظر مني حلا لهذه المشكلة .
هدأت من روعه وطلبت منه أن يترك الأمر لي ثم أمرت الصبي ألا يتغيب عن الفصل .
مرت ثلاثة أيام ولم يتغير الوضع . وفي كل مرة يعود الابن شاكيا باكيا فيثور جاري ويتوعد ، لكني أنجح في تهدئته واعدا إياه بحل قريب .
في نهاية الأسبوع أخبرت التلاميذ أن والد زميلهم المذكور سيقيم احتفالا بمناسبة عيد ميلاد ابنه الأصغر وأنه سمح لزميلهم بدعوة من يشاء منهم إلى الحفل .. وبما أنه كان مستحيلا دعوة الفصل كله فقد قمت بإجراء عملية قرعة أسفرت عن أسماء كل أولئك الذين كانوا السبب في معاناة الصبي .
مر الحفل بهيجا والطفل يتفانى في خدمة زملائه وتلبية حاجياتهم من الأكل والشرب وغيرهما .. وكنت أرقب كل ذلك من بعيد والأب بجانبي مستغرب لما يحدث ..
في اليوم الموالي كانت لهفة الآخرين شديدة لمعرفة كيف مر الحفل .. وانتظرت أياما لأعرف أن اللقب قد انمحى من الأذهان . بل وأن الذي كان من وراء اختياره – وقد كان من بين المدعوين إلى الحفل - تشاجر مع أحدهم حاول التلفظ به من جديد . وعادت البسمة إلى وجه الصبي البئيس ."
أنهيت حكايتي وساد صمت عميق .. كنت أرى بوضوح ما يدور في رؤوس تلامذتي .. ودق الجرس.
[/justify]