عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2019, 12:20 PM
المشاركة 14
عبدالله الشمراني
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: كلمة السر.. لماذا ترضى أمريكا عن التصوف؟
أستاذنا عمرو مصطفى أعتذر منك لتدخلي في موضوعك ولكني مجبر ولتوضيح بعض الأمور التي يحاول الأخوان حباب والشمراني ترويجها في أكثر من موضوع ولقد كان لي مع حباب سجال طويل لاأدري لماذا الإدارة حذفته ؟
وأود أن أوضح لك أخي عمرو أن هذين الأخوان لايريدون سوى تشويه السلفية وتمجيد السرورية والقطبية التابعة لمدن الأفلام التركية حاليا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لذلك ردا على من يتغنى بأمجاد العثمانيين في سحل العرب وخضوع بعضهم حاليا لدعي الدين فإن التصوف الذي تريده أمريكا هو نفس التصوف الذي جعل الدولة العثمانية تسلم الجزائر لفرنسا
فالدولة العثمانية في أواخر عهدها هي ليست خلافة بل هي قومية طورانية سامت الدولة العربية سوء العذاب فـ"أجدادنا عاشوا أعواما طويلة في فقر وجهل ومرض تحت الاحتلال العثماني، ضاعت خلالها عظمة الحضارة العربية في الجزائر والبلاد العربية".
وكتب التاريخ في المدارس الجزائرية قدمت الصورة الوقحة للغزو العثماني في البلاد العربية، واستشهدت بعشرات النصوص من كتب ومؤلفات المؤرخين القدماء والمعاصرين، لتبرهن لأبنائها على أن العثمانيين مجرمون وغزاة، هدفهم الأول والأخير نهب ثروات الشعوب العربية، وتؤكد على أن الجزائريين لم يرضخوا للاستعمار التركي، بل انتفضوا عشرات المرات لطرد المحتلين.
وهذا نص يتحدث عن كيف رصدت مناهج التاريخ في الدولة الجزائرية ماذا فعل الأتراك العثمانيون :

خطط الغزو
مناهج التاريخ الجزائرية رصدت المخطط التركي لاحتلال البلاد العربية منذ منتصف القرن الثالث عشر، والذي أفسدته مصر المملوكية عدة مرات، وأكدت أن العثمانيين غزاة محتلون جاءوا من وسط آسيا لاحتلال البلاد الإسلامية، إذ قدموا وثنيين يعبدون الأصنام والحيوانات، لكنهم اعتنقوا الدين الإسلامي لخلق رابطة مودة بينهم وبين الشعوب المحتلة.
دولة المماليك في مصر كانت الدرع الحامي للمسلمين منذ عام 1250 وحتى 1517، وتمكنت من صد الخطر المغولي، ودحرت قوات هولاكو في عين جالوت في عام 1260، كما طردت الصليبيين من الشام، وشهدت مصر والشام فترة من الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي غير مسبوقة، وباتت دولة عالمية تبسط نفوذها على المشرق العربي، بعد أن تمكن أسطولها من فرض سيطرته على البحرين المتوسط والأحمر لقرون.
الأتراك سال لعابهم حين وصلتهم أنباء الرخاء الاقتصادي بالدول العربية، وبات احتلالها شغلهم الشاغل، بعد أن خربوا البلاد التي احتلوها، فعجزت عن تلبية رغباتهم، لذلك تحالف أمراء سلاجقة الأتراك مع جيوش المغول وهاجموا أراضي الدولة المملوكية، وتمكن الظاهر بيبرس من سحق الجيوش الغازية في معركة الأبلستين في عام 1277.
مصر بقيادة سلاطين المماليك ظلت شوكة في ظهر الأتراك، وورث العثمانيون مشروع أجدادهم الغزاة في احتلال المحروسة، لكن دولة آل عثمان كانت أضعف من أن تتجاسر على التحرش بأراضي وممتلكات الدولة المملوكية، ولاسيما بعد أن تفككت دولة آل عثمان على يد تيمورلنك بعد معركة أنقرة في عام 1402.
أطماع العثمانيين في البلاد العربية استمرت حتى ثمانينيات القرن الخامس عشر، حين أرسل السلطان بايزيد الثاني جيشا بقيادة صهره "هرسك‌ زاده أحمد" و"قره‌ كوز محمد باشا" حاكم قرمان لمهاجمة أراضي الدولة المملوكية، لكن جيوش قايتباي لقنت جيوش بايزيد درسا قاسيا في معركة أدنة في أغسطس 1488.

بربرية الأتراك
في مطلع القرن السادس عشر، تعرضت البلاد العربية لهجمة بربرية استعمارية، إذ قاد سلاطين آل عثمان جيوشهم واجتاحوا الأراضي العربية، وادعوا أن هدفهم إنقاذ المسلمين من حكامهم الكفرة، واستندوا في ذلك لفتاوى شيوخ الضلال، والذين أفتوا بتكفير حكام البلاد العربية دون أي سند شرعي وفقهي، بل وكفروا كل المؤيدين لهؤلاء الحكام وأهدروا دمائهم.
السلطان سليم الأول ورث عرش آل عثمان في عام 1512، ووضع نصب عينيه تحقيق حلم أجداده في غزو البلاد العربية، وعلى مدار أربعة أعوام حشد آلاف الجنود الإنكشارية، واشترى الأسلحة من أوروبا، بعد أن عقد مع ملوكها اتفاقيات هدنة، وتعهد بعدم المساس بأراضيهم، وبالفعل وجه سليم جيوشه شرقا، وبدأ بالدولة العثمانية، واستخدم سلاح الخيانة لشراء ولاء القادة العسكريين.
لم يستطع سليم أخفاء طبائع الأتراك البربرية، فلم يكن هدفه أبدا إسقاط الحكومات الظالمة المستبدة، بل كان طامعا في نهب ثروات الشعوب، فانقضت فرق الإنكشارية على المدن والقرى، متسلحين بفتاوى شيوخ الإسلام الأتراك وبنادق لا تعرف الرحمة.
جنود الإنكشارية استحلوا أموال وأعراض ودماء المسلمين، فكلما احتلوا بلدا جلبوا الخراب والدمار، بعد أن صدرت لهم أوامر سليم الأول بالنهب والسلب والحرق والقتل، وبات الغزو العثماني نهاية لمظاهر الحضارة العربية الإسلامية بعد قرون من الازدهار والرقي.
سطورة الفتح
مناهج التاريخ بالجزائر ردت على أسطورة استنجاد أهالي الشام ومصر وتونس والجزائر بالعثمانيين لغزو بلادهم، والتي روجها السلطان سليم الأول ومؤرخو السلطنة قديما وحديثا، وأكدت أن الرسالة التي أرسلها الشيخ شمس الدين الحلبي إلى سليم الأول والتي نصت على "إن تخليصنا من يد الجراكسة بمثابة خلاص لنا من يد الكفار"، من اختراع شيخ الإسلام فخر الدين عجمي، والذي أفتى بجواز محاربة وقتال دولة المماليك السنية.
أكاذيب الترحيب بالغزو العثماني لم تتوقف عند مصر والشام، فبعد إسقاط دولة المماليك -أكبر دولة إسلامية في المشرق العربي- بات الطريق مفتوحا لغزو شمال إفريقيا، وكانت العقبة الوحيدة هو كيفية إخضاع أهلها المعروفون بشدة بأسهم، حتى أنهم قاوموا الغزو الإسباني أعواما طويلة.
جاءت الفرصة حينما طلب شيوخ القبائل في تونس والجزائر بعض المساعدات الحربية من سليم الأول وخليفته سليمان القانوني، والذين أشاعوا أن سكان شمال إفريقيا يرحبون بالغزو العثماني لبلادهم، رغم إن خطابات شيوخ القبائل تضمنت طلب المساعدة في صد غارات الأسطول الإسباني فقط، ولم يرد بها أي إشارة بالترحيب بجيوش آل عثمان الغازية.
تحالفت السلطنة مع مجموعة من القراصنة لغزو شمال إفريقيا، وتعاونت مع الأخوين عروج وخير الدين بربروس لاحتلال تونس والجزائر، وسهل الأخوان دخول آلاف الإنكشارية إلى المدن الساحلية ومنها اجتاحوا المدن والقرى، واعتقدت القبائل والعشائر أن سليم الأول أرسل جيوشه لمساعدتهم في طرد الاحتلال الإسباني، ولذلك فتحوا لهم أبواب المدن وساعدوهم بالمال والسلاح، حتى تم للعثمانيين مرادهم واحتلوا أرض تونس والجزائر، وكانت الصدمة الكبرى حين رفضت القوات العثمانية الغازية العودة لإسطنبول، وتم تعيين خير الدين بربروس أول والي عثماني على الجزائر.

الجزائر العثمانية
مناهج التاريخ الجزائرية أشارت إلى أن معالم الاحتلال العثماني ظهرت منذ اليوم الأول، تولى حكم الجزائر ولاة أتراك مستبدون وفاسدون، اشتروا مناصبهم بدفع رشاوى للسلطان وحاشيته، وكان أكبر همهم نهب أقوات الأهالي بفرض إتاوات ومغارم باهظة، ولم يخطر ببالهم تدني الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للرعية، وعجزهم عن دفع تلك الرسوم غير القانونية، بل أطلقوا العنان لجنود الإنكشارية في ضرب وتعذيب غير القادرين والفقراء.
فلسفة الدولة العثمانية في الحكم كانت تقوم على ترك الأمور في الولايات على ما هي عليه دون تدخل من جانب الحكومة (الولاة) في حياة الناس، على أن يكون ذلك في إطار التبعية السياسية للسلطان العثماني، واكتفت السلطنة بوضع حامية عسكرية من الإنكشارية لمساعدة الوالي في تحصيل الضرائب من الرعية البائسة.
الدولة العثمانية لم تتدخل لإنقاذ أهالي الجزائر من ظلم الولاة الأتراك المستبدين، على الرغم من مئات الشكاوى والاستغاثات التي أرسلها المشايخ والعلماء والأهالي إلى إسطنبول، يطلبون العدل والمساواة من الدولة التي تدعي أنها إسلامية، ولم تمد لهم يد العون بالمال أو الغلال حينما تجتاح المجاعات البلاد، وتركت الآلاف يسقطون موتى بفعل الأوبئة والطاعون دون تقديم الدواء أو معالجة أسباب الأمراض.
سلاطين بني عثمان تعمدوا طمس معالم الحضارة الإسلامية بالجزائر، لخلق مجتمع مشوة فاقد للهوية، وقامت دولتهم بتتريك الإدارات الحكومية والقضاء، ثم أغلقت المدارس والمعاهد الدينية، والتي كانت فخر الحضارة الإسلامية، ومنارة المعرفة في العالم بأسره، وبحلول القرن العشرين كانت الجزائر وباقي البلاد العربية أمة تعاني الضعف والجهل، إذ نجح المخطط العثماني في تجريف المجتمعات العربية من مثقفيها وعلمائها.

حرار الجزائر
أهالي الجزائر شعروا بزيف شعارات الجهاد الإسلامي التي رفعها العثمانيون، فلم يتوقع أهالي الجزائر أن استغاثتهم بسليم الأول ستجلب الاستعمار لبلادهم، لذلك رفع شيوخ القبائل لواء الثورة على الغزاة الأتراك.
قبائل بوطريق انتفضت بسبب الضرائب الباهظة في عام 1544، وانتشرت الثورة في نواحي مليانة والجزائر، وتطوع 20 ألف من المشاة والفرسان في صفوف جيش الثورة، ونزلوا هزيمة نكراء بالحامية الإنكشارية في موقعة مليانة، ونجحوا في قتل القائد التركي حسن.
ثورة ابن الصخري اندلعت في العام 1627 شرقي الجزائر، الشرارة جاءت عندما غدر الأتراك بعدد من مشايخ قبائل الذواودة والحنانشة، حيث زار الشيخ محمد بن الصخري مع وفد من القبيلة حاكم قسنطينة مراد باي، وغدر بهم الأخير وقتلهم، فثار أحمد بن الصخري ضد الظلم التركي وقاد قبيلته وحلفاءها ضد الاحتلال، وامتدت الثورة من مدينة قسنطينة إلى الزيبان والصحراء وعنابة، وأنزل هزيمة بعساكر الأتراك في معارك عديدة، ونجحت الثورة في كسر أسطورة تفوق الترك العسكري.
محمد بن عبد الله الشريف بن الأحرش المعروف قاد ثورة ضد البطش التركي في شرق الجزائر في العام 1804، وانضم إليه عدد كبير من القبائل، وأعلن عبد الله الشريف أن هدف الثورة هو القضاء على حكم الأتراك وإقامة دولة جزائرية مستقلة، استمرت ثورة ابن الأحرش 7 سنوات في الشرق، ثم امتدت إلى غرب البلاد للمشاركة في ثورة الدرقاوي، ونجحت في تكبيد الاحتلال العثماني خسائر فادحة، وأثارت روح الاستقلال في نفوس الجزائريين.

الجزائر شهدت ثورة شعبية عظيمة في عام 1804، تزعمها الشيخ عبدالقادر بن الشريف الشهير بابن الشريف الدرقاوي، وسرعان ما انضمت إليها قبائل الغرب، وحاول باي وهران مصطفى العجمي وأد الثورة في مهدها، لكن النصر كان حليف الثوار فدخلوا مدينة معسكر المهمة، وحاصروا وهران عاصمة بايلك الغرب، وكادت أن تسقط لولا أن أرسل داي الجزائر مددا لمساعدة الباي، واستمرت الثورة 10 سنوات، لم تخمد حتى سلمت راية النضال إلى ثورة التيجانيين.
الشعوب العربية الأبية لم ترض الذل والضعف، وتغلبت على مظاهر الاستبداد والتخلف التركي، وقامت فئة واعية مستنيرة تنادي بمبادئ وأفكار جديدة على أسماع الشعوب المحتلة، فخرجت صيحاتهم تنادي بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، مستنكرين الذل والنفاق والرشوة والتهميش التركي، واعتمدوا في طرح أفكارهم التقدمية على كتابات المصلحين والمفكرين القوميين العرب، والذين حملوا على عاتقهم استنهاض الأمة العربية من كبوتها، لاستعادة ماضي مجيد طمسته أيدي العثمانيين الآثمة.

خيانة العثمانلي
مناهج التاريخ الجزائرية اتهمت سلاطين الدولة العثمانية بالخيانة والتآمر على المسلمين، ولاسيما بعد توقيعهم على معاهدات تمنح أراضي شاسعة للدول الأوروبية، والتي استشهد في سبيلها آلاف المسلمين، لكن آل عثمان انبطحوا أمام الرغبات الاستعمارية لملوك أوروبا وتنازلوا طوعا عن ولايات وحصون وقلاع، ولاسيما بعد أن أصبح السفراء والقناصل الأجانب يسيطرون على قرارات السلاطين، بل فرضوا على السلاطين تعيين مستشارين أجانب.
سليمان القانوني افتتح سجل الخيانة والعمالة العثماني، حين منح الملك فرانسوا الأول امتيازات سياسية وتجارية في أراضي السلطنة في عام 1536، واشترطت فرنسا تحصين تجارها من المثول أمام المحاكم الشرعية، وتضمن حق فرانسوا الأول حماية المسيحيين الكاثوليك ورعاية الكنائس والكاتدرائيات بالسلطنة.


هذا ردا على تجني الإخوان حباب والشمراني ضد الدعوة السلفية واتهامها في كل موضوع بكل نقيصة دفاعا عن فرق ضالة وقفت لها السلفية الحقة موقفا بطوليا وبينت عوارها وضلالها ولكن الأخوين يحملان هم الهجوم على السلفية في كل موقع ومكان.
ولا أريد أن أطيل أكثر حتى لاتحذف ردودي كما حذفت سابقا في موضوع آخر
نظرا لورود اسمي في ثنايا تعقيبك فكان لا بد لي من الحضور ولو قليلا , ليس للدفاع عن وجهة نظري , لأن المسألة كلها تعود الى قناعات يصعب الفكاك منها سواء انتم اخي الكريم او نحن ..
السلفية يا سيدي نحكم عليها من نتاجها ونتائجها , وهم القاعدة وداعش والوهابية وكل الحركات الإرهابية في العالم مصدرها ومرجعيتها السلفية , يعلم هذا كل الباحثين في أسس واستراتيجيات الحركات الفكرية المتطرفة ..
وصدقني ودعني اقولها بالعامية , لو كان احد مؤسسي هذا الفكر الضال موجودا بيننا الأن لوجدته مربطا في غوانتنامو ..!!!
تحياتي لك اخا وزميلا كريما ..

د/عبدالله عسكري الشمراني