عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2019, 08:27 PM
المشاركة 5
سرالختم ميرغنى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: ابوُ حَـــامِد الغزَالـــــــــى
وللعنود العلى تُخصص الفقرة أدناه
الغزالى لم يفقد ثقته بالله ساعة واحدة
وإذا كان الغزالى قد رجع بعد طول التشكك إلى الوثوق بأحكام العقل ، فمعنى ذلك أن شكه لم يكن إلا شكا منهجيا مؤقتا . وجد نفسه على شفا جُرُفٍ هار فالتجأ إلى الله تعالى ، فأنقذه الله من الشك ، فهو بالرغم من شكه فى كل شيئ لم يفقد ثقته بالألطاف الإلهية ساعة واحدة . وهذا النور الذى قذفه الله فى صدره لا نعرف له تأويلا إلا قولنا أنه اقتناع داخلى بصدق أحكام العقل . بل العقل لا يحتاج فى نظره إلى المعونة الخارجية إلا فى حالتين . الأولى إشفاؤه من الشك إذا انتابته آفته ، والثانية لتنبيهه وإرشاده إلى الأمور الإلهية التى لا يمكنه الاطلاع عليها إلا بالوحى والإلهام . أما فيما عدا ذلك فالعقل ميزانٌ صادق ، لا بل هو آلة سليمة صالحة لاقتناص المعرفة ، أساسه الضروريات العقلية ، وسبيله النظر ، ومِحكه الأخير الوضوح والبداهة .