عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
7

المشاهدات
1644
 
سرالختم ميرغنى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


سرالختم ميرغنى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
798

+التقييم
0.28

تاريخ التسجيل
Jul 2016

الاقامة

رقم العضوية
14730
08-03-2019, 05:45 AM
المشاركة 1
08-03-2019, 05:45 AM
المشاركة 1
افتراضي ابوُ حَـــامِد الغزَالـــــــــى
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ابوُ حَـــامِد الغزَالـــــــــى

أعجب شخصية فى تاريخ الفكر الإسلامى
سبق " كنْط " و" هيوم " وغيرهما من الفلاسفة العقليين فى مسألة ( قدم العالم ) و ( الزمان والمكان ) بمئات السنين

--------------
بدأ الغزالى ، كما بدأ " ديكارت " بالإيمان بوجود الله

بدأ الغزالى تجربته الفلسفية بالشك فى العلم الموروث ، والشك فى الحسيات والعقليات ، ثم رجعت نفسه بعد طول التشكك إلى اليقين ، بنور قذفه الله فى صدره ، وهذا النور هو - كما يقول - مفتاح أكثر العلوم . والفرق بين شكه وشكّ الفيلسوف الفرنسى الشهير ديكارت أن الغزالى عاد إلى اليقين بنور قذفه الله فى صدره فى حين أن ديكارت لم يعد إلى اليقين إلا بعد عثوره فى قعر العقل على حقيقة أولى لا تقبل الشك ، وهى الحقيقة المعروفة بالكوجيتو الديكارتى : " أنا أفكر ، وإذن أنا موجود " .
ولكن هذه الحقيقة الأولى محتاجة عند ديكارت نفسه إلى الضمان الإلهى ، لأن عنده أنه لا يستطيع أن يثق بوجوده إلا إذا كان الله صادقا لا يكذب ولا يضلل ، وعنده أنه لو كان هنالك شيطان ماكر يعبث بعقله ويريه الباطل حقا ، والحق باطلا ، لما وصل إلى اليقين أبدا . إنه ليس من السهل على من شك في أحكام العقل أن يعود إلى اليقين بالاعتماد على العقل وحده . فلا بد إذن من معونة خارجية ، وهذه المعونة هى النور الذى قذفه الله فى الصدر فجعل العقل يدرك ذاته ، ويدرك صدق أحلامه . وهكذا نرى أن يقين الغزالى ويقين ديكارت بصدق أحكام العقل ، يلتقيان فى الجود الإلهى .
إن أحكام العقل فى نظر الغزالى صادقة فى العلوم المنطقية والرياضية والطبيعية ، وفى كل ما يتعلق بأمور التجربة . أما المعارف الإلهية فإن العقل لا يتحكم فيها إلا بالإمكان . وإذا كان كلام الفلاسفة فى الرياضيات برهانيا ، وفى الإلهيات تخمينيا ، فمردّ ذلك إلى عدم ولائهم فى الإلهيات بشروط البرهان المنطقىّ .

------------------------------------
الفقرة القادمة :
الغزالى لم يفقد ثقته بالله ساعةً واحدة