عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
2255
 
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبدالعزيز صلاح الظاهري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
378

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Jun 2015

الاقامة

رقم العضوية
13953
03-23-2020, 09:41 PM
المشاركة 1
03-23-2020, 09:41 PM
المشاركة 1
افتراضي مطوية من الماضي
]صديق طفولتي الذي ما زال يعيشُ في الماضي، زارني كعادته بدون إتصال
فتحتُ له الباب وقلت بغضب :
يا أخي إلى متى ؟ !
ارح يديك من طرق الابواب ، ارح حبالك الصوتية من النداء.....
إشتري لنفسك هاتف محمول او دعني اشتريه لك
فقال ساخراً ألم تمل من ترديدِ نفسِ الكلام ؟ ، ألا ترى ؟!
لقد إسودت الدنيا من الغضب ، أَبْرَقتْ ثم جلجلت رعودها وستنصب قريبا وبشدة الحِمَمِ ولن تبقي أو تذر
أتعرف ماهو السبب ؟!
أنت وأمثالك سبب هذا البلاء
فقلتُ بغضبٍ ماذا تقول .....
فقاطعني كعادته قائلا : دعك من هذا ، اتعلم انني إفتكرت تلك الناعمةِ الغضة لقد ذهبت إلى ذلك الزقاق
أتعلم أنه رغم مرور السنيين وخلو تلك البيوت من ساكنيها مازال عطرها مختمرا في ذلك الممر الضيق
كم كانت صيادة ماهرة، مقلة ترمي بالسهام ولسانٌ يختار الطيب من الكلام
فقلت ساخرا: لو تزوجتها لما رددت هذه العبارات
على كل حال لقد اصبحت ناعمتك الغضة بين قوسين "جدة " أحفادها طول الجبال لو لطمك أحدهم بيده أرسلك في رحلةٍ مباشرة الى مكان غير هذا المكان
نظر إلي وقال بغضبٍ مصطنع : كم أنت ضعيفٌ بائسٌ، أتعلم أنني أراك في كلِ صباحٍ ومساء عندما تشرق الشمس وتغيب أراك متجها للشمس ولا أرى إلا الجزء السفلي من جسدك ،فمنكبيك ورأسك يختفيان في قرص الشمس
أصرخ عليك وأنادي وأنت كعادتك لا تجيب ، كم هو جميل عندما أتركك وأعود أدراجي فأنا أرى أن ظل جسدي قد تضاعف طوله أضعاف طولي الحقيقي
فقلت بضجر: ماذا تقصد
فقال بفخر : كلام كبير أيه الأحمق أليس كذلك ؟!
فكر قليلا ،عندما أتبعك ليس لي ظل وعندما أتركك تكرمني الشمس بظل مضاعف
أعلم أنك لم تفهم بعد
بالمختصر :عندما تقبل على الشمس تحرقك ،وعندما تدبر تكرمك ، لن أقدم لك إيضاح أكثر
نظرت إليه بحزن لا أعلم لماذا فعلت ذلك وقلت ساخراً : ماذا عن جملتك الإفتتاحية
"لقد إسودت الدنيا من الغضب أبرقت ثم جلجلت رعودها وستنصب بشدة الحمم ولن تُبْقِي ولن تَذَرْ"
فقال : كم أنت مسكين أعلم أنك جاهل لذا لن أطيل في الكلام ، فقط خذ هذه النصيحة "شرع أبواب قلبك لمن يستحق ومن يستحق يعيش هنالك في الماضي وليس هنا ..... وتابع كلامه
أرجوك لا تجادلني إنني أكره الجدال من حقك الرفض أو القبول فأنا لدي لسان ينطق وأنت تملك إذنان تستمعان
إبتسمت وقلت : إذن إطوي لسانك
فقال : اطويه لا لن افعل ، سأخبرك بقصة غريبة حدثت لي ،وهذا سبب زيارتي لك فانت تعرف أن لي جارٌ مغتربٌ
فقلت بملل : نعم أعرفه
قبل إسبوع من الان أخبرني جاري هذا أنه عائداٌ إلى وطنه بسبب إنتهاء عقده
وهذا اليوم إتصل بي صباحاً وطلب مني أن اخذه إلى المطار وبمجرد وصولنا الى المطار وخروجه هو وعائلته من السيارة إتجهت إليه لتوديعه وعندما أقبلت عليه أشار إلي بالإنتظار
فقام بإدخال عائلته لصالة المطار ثم عاد إلي واحتضني مدة من الزمن شعرت لحظتها بالإحراج ونحن نتعانق كعشيقين وسط سيل المسافرين
فلم أًجد بدا من دفعه عني بطريقة مؤدبه فنظر إلي وعينيه تترقرقان بالدموع وقال بحنان :
يا صديقي العزيز أنت رجلٌ طيبٌ حِملٌ وديعٌ في هذه الغابة المليئةِ بالوحوش يجب أن تكون ذئباً ذا أنياب يجب أن تكون صقراً ذا مخالب قوية
إنني أحبك ولا أريد ان أرحل قبل أن أهديك حزبا يعينك
قلت مندهشا : حزب ، ماذا تقصد ؟!
قال : حزب من الجن
فقلت ساخراً : حزب من الجن لو كان فيهم خيراً لأعانوك
إبتسم وقال : على كل حال خذ هذه المطوية إنها رقعة من جلد تمساح ،زارها قلم هذا الصباح ،وكتب فيها بدم الأسلاف كلمات لها بوقٌ وسياط
فاذا صَعُبت عليك الحياة وكشرت عن أنيابها إفردها و ردد ما بداخلها ثلاث وسترى بعينك وتسمع بأذنك العجب العجاب
رغم عدم رضاي أخذت المطوية من يده ووضعتها في جيبي ، فلم أكن أرغب في إغضابه ونحن وقوف على مفترق الطرق
وقبل أن أغادر مسكني من ذراعي ونظر في قعر عيني وقال بصوت مخيف: إحذر ،ثم إحذر أن ترميها من يدك أو تحرقها بدون أن تقرئها فانت بذلك تهين الأسلاف
وإن كنت تنوي فعل ذلك فهذا الأمر سهل ،فقط إقرئها لثلاث ،واستعذ بالله ثلاث ،ثم افعل بها ما شئت
ألا هل بلغت اللهم فاشهد .... ثم غادر
حقيقة ، بمجرد أن غادر نويت رميها لكن شيء ما ، شعور ما منعني
اقول لك الحقيقة لقد خطر على بالي شيء ما واردت ان أعرضه عليك..... سكتُ لبرهةٍ والتفت الي ونظر إلى عيني وقال : بإمكاننا الإستفادة من هذه المطوية ،أليس كذلك ؟!
فقلت بغضب : بماذا نستفيد منها أيها المجنون؟! وماشأني أنا ؟!
فقال : ماذا تقول ، أنت صديقي الوحيد الذي عرفته قبل أن اعرف نفسي أريد لك الخير فنحن الان متقاعدان وبين ايدينا عماله مدربه تطير في الهواء وتسبح في الماء تدخل الأماكن ، لا ترصدها
أجهزة إنها تكنولوجيا ليست من صنع البشر إنها مخلوقات من صنع خالق البشر
فقلت ساخرا : وما هو مشروعك
فقال بكل ثقه : نستورد ،نصدر، نعالج ،هنالك أشياء كثيرة وغير محدده فهؤلاء بمقدورهم فعل كل شيء
نظرت إليه بحقد وصرخت في وجهه قائلا : قم واحمل مطويتك واغرب عن وجهي
قام من مكانه وقال : كنت أعلم ذلك ،لا يمكن لأمثالك ان يتغير
على كل حال إهدء ، إهدء سأغادر فقط احضر لي كوب ماء فأنا اشعر بالعطش
تركته وذهبت لأحضر له كوب الماء ،وعندما عدت لم أجده وكانت المفاجئة أن ذلك المجنون ترك المطوية على الطاولة فهرولت مسرعا باتجاه الباب الخارجي فلم اجده لقد غادر.....
وقفت حائرا أتسائل لماذا فعل بي ذلك ؟! وماذا أصنع بهذه المطوية ،فأخذت أفكر، وافكر
وبعد تردد إلتقطها بأصابعي المرتعشة وأخذت اتمتم ببعض الآيات فكرت بداية الأمر بحرقها او برميها في حاوية الزبالة لكنني خفت عندها إفتكرت
"فقط إقرئها لثلاث ،واستعذ بالله ثلاث ،ثم افعل بها ما شئت "
فتوكلت على الله وفتحتها وأخذت اقرأ :
إبتسم يا صديقي ، تحرك إمتطي خيالك وزر تلك الأماكن
هناك سترى صورتي وصورتك في ذلك الزقاق بلا خدوش
أنت وأنا فقط
هنالك معاً سنرى بريق عينيها يسطع نوره بين شبابيك تلك الدار ،هناك سنسمع صوتها يهطل على مسامعنا كحبات المطر
هناك داري ودارك
هناك أنا وأنت وليس هنا
أخذت ساعة انظر لتلك المطوية والدموع تنساب بكل هدوء من عيني
[/center][/right][/right]