عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2011, 01:48 PM
المشاركة 45
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ادوارد الخراط : أنا مع كتابة الجسد لأنه مقدس وليس مبتذلا لارتباطه بالروح

ياسمين مجدي (القاهرةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة السبت, 26-ديسمبر-2009 09:12 مساءا
أخرجه القدر من براءة شبابه الأول ليلقى به فى بحر متلاطم منالحياة الشاقة التى بقدر ما أهلكته، بقدر ما خلقت بداخله قوة مختزنة، جعلته قادراًعلى مواجهة الحياة وترويضها لصالحه، أنه إدوار الخراط الروائى الكبير الذى أعترفخلال حواره بأن أدبه غارق فى المصرية، وأن الاتهامات التى تنهال عليه تسعده وأنهاأقل من أن تتسبب فى إيلامه ، لأنها تثبت له أنه مازال يعمل، ومازال قادر علىالعطاء. فإلى نص الحوار :
- دعنا نبدأ بأدوار الخراط الشاب هل تحمله للمسئولية بعد وفاة والدهأنضجه مبكراً ؟
لم يكن من الممكن أن أتحمل مثل تلك التجربة بدون أن يكون بداخلىمخزون من الصلابة الطبيعية والإيمان والقراءة مما يكفل لى القدرة على المقاومةالقوية للمشاكل، وبذلك قد تبلور بداخلى عدة مقومات و استعداد مبكر نظراً لكونىالابن الأكبر لأخوة بنات بالإضافة لقراءاتى المتعددة التى ساعدت على اتساع مداركي،فقد كانت مكتبة المدرسة العباسية الثانوية بالأسكندرية عامرة بكتب التراث والفنالحديث والأدب، كما كان هناك مكتبة البلدية الفنية عامرة هى الأخرى بكتب رائعة، ممادفعنى لأقضى فيها فترة الصيف كله عاكفاً على قراءاتها ويخيل لى أننى قرأتها كلهاتقريباً ، كل هذه المقومات كانت هى الخلفية التى ساعدتنى على اجتياز المحنة ورسببداخلى جزء من نضوجى فالحياة هى التى تنضج الإنسان ، وعلى أثر وفاة والدى عملتمحاسباً فى مخازن البحرية البريطانية بالأسكندرية.

-
المسئولية كانت كبيرةفكيف استطعت أن تدرس وتعمل وتدخل عدة حركات ثورية؟
كانت المسألة شاقة، وربماكان يمكن أن تكون أشق من ذلك لو لم يقفوا بجوارى فى مخازن البحرية، فقد كنت آخذسيارة المخزن -التى كان يقودها كونسوتابل مالطي- ليوصلنى إلى كلية الحقوق ويعيدنىلأنقل المحاضرات فى العمل، وهذا يدل على أنهم كانوا مقدرين كفاح هذا الشاب الذىيدرس ويعمل ، وكنت برغم ضغط عملى أنجح فى حضور بعض المحاضرات وليس كلها، ويخيل لىأننى لم أكن أنام سوى بضع ساعات قليلة لأننى كنت أستذكر ليلاً وفى الصباح أستيقظمبكراً لأذهب لعملي.
- هذا يعنى أنك ترفضوجود حيطان عالية ما بينك وبين العمل الفنى فماذا عن "الحيطان العالية" ومنعها منالنزول للسوق؟
نعم لقد أعترضت الرقابة على ثمان فقرات وهذا بعد أن أعترضتتماماً على إصدار الكتاب لوجود عبارات مخلة بالآداب ، وتكررت المسألة فى " مخلوقاتالأشواق الطائرة" التى لم تصادر وإنما حجبت عن التداول لفترة معينة ولكنها عادتللتداول الآن بعد أن تغيرت الأمور وتطورت الرقابة.
- هل ظهور الرواياتالآن يثبت تمردك على حجبها؟
لقد تمردت حقاً على السلطة وأخرجتها للنور، إلاأننى آنذاك كنت مضطراً للقيام بنوع من المصالحة أو الحل الوسط وقمت بالتعبير بفكرةأو جملة أخرى حتى أنتهى كل ذلك وعادت النصوص الأصلية لموقعها سالمة غانمة.

-
هل كلامك يعنى أنه لم تعد هناك قيود أو رقابة على العمل الفني؟
تختلف الرقابة من فترة إلى أخرى حسب الظروف السياسية وكثير من المتغيرات الأخرىفقد كانت الرقابة مشددة على الإصدارات فى الخمسينيات إلا أنه الآن لا تعترض الرقابةإلا على الجنس والدين والسياسة كما تحولت من رقابة مسبقة على العمل إلى رقابة تأتىبعد ذلك، وقد يؤدى الأمر إلى تدخل الفقهاء للحكم إذا ما حدث.
-
-
فكيف تقيمبصورة شاملة الحياة الإبداعية وواقعها المعاصر؟
بالرغم من القيود فى بعض البلادالعربية إلا أن هناك ازدهار وتطور وهناك مغامرات جديرة بالتقدير ولكن الإعلام -وخاصة التليفزيون- لا يولى للثقافة الاهتمام الجدير بها، مما يؤدى إلى انصرافالجمهور عن بعض الأعمال الجادة، ولكن يلاحظ عبر التاريخ أن الأدب الجيد لا يلقىتقديراً جماهيرياً واسعاً وفنياً وإنما يقبلوا عليه بصورة تراكمية فيما بعد ،وبالرغم مما يوجد من تدهور فى الأحوال سواء على الصعيد السياسى أو الاجتماعى إلاأنه سيظل للكتاب سحره ومكانته التى لن يتزحزح عنها حتى مع وجود النت والتليفزيون.

-
وماذا عن أحلامك ؟
أننى بدأت كتابة رواية اسمها "رحمة والثعبان" ولنأقول عنها أى شيء قبل صدورها لأن الكلام عن العمل الفنى قبل إصداره يضره ، وبالنسبةللفن التشكيلى سأقيم معرض عن فن الكولا.. وربما فنون أخرى وسيواكب إقامة هذا المعرضإصدار دراسة فى كتاب اسمه "فى نور آخر.. تأملات ودراسات فى الفن التشكيلي".