عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
4438
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.39

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
02-20-2015, 08:01 PM
المشاركة 1
02-20-2015, 08:01 PM
المشاركة 1
افتراضي فاته أن يكون ملاكا» دراسة نقدية عن محمد شكري : بقلم سليمان حاج إبراهيم
«فاته أن يكون ملاكا» دراسة نقدية جديدة تعيد محمد شكري إلى واجهة الأحداث
سليمان حاج إبراهيم
february 19, 2015

الدوحة ـ «القدس العربي»: يغوص الكاتب والإعلامي التونسي المقيم في الدوحة عامر بوعزة، في فكر وأدب المغربي المثير للجدل محمد شكري ويعيده إلى واجهة الأحداث الثقافية بمؤلف جديد أصدره يتناول فيه سيرته الذاتية. المقاربة النقدية التي أصدرها بوعزة، الذي سبق له أن نشر مجموعة شعرية هي مقاربة نقدية عنوانها «فاته أن يكون ملاكا» تتناول بالتحليل ثلاثة أعمال من مجمل مؤلفات شكري هي، «الخبز الحافي»، «الشطار» و»وجوه». وقد صدر ضمن منشورات دار البدوي للنشر والتوزيع في تونس في مئتين وثلاث وسبعين صفحة من القطع المتوسط.
ما الذي يمكن أن تحمله دراسة سيرة محمد شكري الذاتية بعد أكثر من ثلاثين عاما على ظهور «الخبز الحافي»؟ يقدم الكتاب إجابات جديدة تحاول أن تتجاوز السائد في قراءة أدب محمد شكري عموما، ونصه الأول على وجه الخصوص الذي يمثل نقطة تقاطع ثقافية بين الشرق والغرب، فهو كتاب ترجم إلى عدة لغات واحتفت به المنابر الأدبية الغربية، في الوقت الذي منع فيه من التداول في الأوساط الأكاديمية العربية، باعتباره قد تجاوز الخطوط الحمراء.
وتكاد تكون هذه القصة الشجرة التي حجبت غابة سعى هذا الكتاب إلى الكشف عنها، فهو أول عمل يتناول سيرة محمد شكري مكونة من ثلاثة أعمال استغرق تأليفها زهاء ثلاثة عقود، فيعتبرها مدونة واحدة، ويحسم في التذبذب الأجناسي الذي رافقها منذ ظهورها، إذ يستخدم الناشرون في وصفها تارة مصطلح الرواية وتارة أخرى مصطلح السيرة الروائية. ويستخرج الكتاب الميثاق، الذي وضعه شكري لسيرته الذاتية، وهو ميثاق تتوفر فيه المواصفات التي حددها الناقد الفرنسي فيليب لوجون في ضبط جنس السيرة.
ينطلق الكتاب من مشهد مركزي في سيرة محمد شكري الذاتية، وهو المشهد الأخير في «الخبز الحافي»، حيث يقف الطفل الصغير في المقبرة أمام قبر أخيه الذي قتله والده أمام أنظاره وابتلع هو صورة الجريمة بكامل تفاصيلها. تضمن المشهد تساؤلات عن الحياة والموت والخير والشر، ترقى إلى مستوى التأملات الفلسفية التي تتجاوز وعي طفل فقير غير متعلم وراوية يملي روايته مشافهة على الروائي الأمريكي بول بولز المتعطش لحكايات رواة طنجة. لكن الدراسة لا تعتمد عند هذه المسألة للتشكيك في أصالة النص، بل في محاولة النظر إلى جوهر هذه التساؤلات بمعزل عن شخصية الكاتب كما هي في الواقع.
من ثم تتبعت الدراسة الملامح الأساسية للذات الراوية في السيرة وتطور وعيها بذاتها وبالعالم عبر النص، وهو وعي يتخذ من مواجهة الموت محورا أساسيا للصراع في مختلف أشكاله وتجلياته، بما فيه تجلي اللذة الحسية.
بعد مضي اثني عاشر عاما على رحيل محمد شكري، الكاتب الذي اقترن اسمه بمدينة طنجة المغربية، تأتي هذه المقاربة الجديدة لتقترح قراءة أخرى في سيرته الذاتية، قراءة تتجاوز حدود النص الأول الذي تحول إلى لعنة لاحقت الكاتب طيلة حياته، كما قال في بعض حواراته الصحافية، وتلقي الضوء على جوانب أخرى مغمورة من تجربته في الكتابة والحياة، هذه الجوانب المتعلقة قد تعيد إلى ذهن القارئ التساؤل حول الحدود الفاصلة بين السيرة والرواية، وما إذا كان شكري في نصوصه أقرب إلى البطل النصي المتخيل منه إلى الشخص الواقعي الذي عاش.

سليمان حاج إبراهيم