الموضوع: أنت طالق...!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-18-2014, 06:05 PM
المشاركة 44
مباركة بشير أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي

الصور التي لها تأثير على الإنسان العادي ،ليس بالضرورة إحكام قبضتها على بؤرة التركيز عند المبدع ،ومن هنا يتجلى الفرق بين الإثنين، فما يعتقده جملة الناس باهرا ،ويستحق الإشادة ،ربما لن يحرك خلية بذهن المبدع ،وقد يلفتٌ انتباهه مشهد بسيط ،فتصخمه الأحاسيس،وهنا تكمن المتعة في الإبداع.ولو تتبعنا آثار المبدعين الرسامين مثلا ، فلم تقتصر على لوحات فنية للأباطرة والرؤساء فحسب ،بل على البؤساء والمحرومين أيضا. فالعين المبدعة لاتلتقط من الواقع إلا ما ترغب به النفس بعدما يجذبها مغنطيسه،فتتخمر المشاهد تحت غطاء التخييل،في انتظار لحظة الإشراق / الإلهام .
أي نعم قد يضفي المبدع بعض اللمسات على الصور المنتقاة، تبعا لتشكيلته الذاتية ،فلكل كاتب بصمته التي تميَزه عن غيره ،ولو مُقلدا .وإذا تسألني عن مهمة الكاتب في المجتمع ،فهي التغيير إلى الأفضل حتما ،ليس بتزييف الحقائق ،إنما إبراز ها بمشاهد صادقة كما أنجبها الواقع،ولو تكتنفها السلبية . فأنت كمثقف يشملك الوعي ،ربما لاتتقبل سلبية البطلة ،وقبولها العيش تحت وطأة الجبروت ،لأن مايرتسم في الناصية بعد قراءة القصة هو طيف امرأة تصب على ملامحها المبهمة ،مشاعرك الخاصة ،كرجل ،وكإنسان له طرقا في حياته متعددة للنجاة من المصاعب،لكن هذا لا ينفي أن الكثيرات من الجنس اللطيف ،يوافقنني على ثوب السلبية الذي كسوت به شخصية البطلة .المرأة مهمشة في مجتمعاتنا العربية ،ولو مثقفة ،فمابالك بالساذجة المسكينة ،فهذه زوَجها والدها غصبا ،وهناك منهن من سجنها والدها لدرجة الجنون ،ومن تُصبح وتمسي بركلات وصفعات ....وهلم جرا .فلقاءاتي مع النسوة ،في مايشبه الولائم ،أوالمآتم،يُحزن القلوب حقا .ربما تمارض البطلة هو الوسيلة اليتيمة التي بها استطاعت الهروب من مخالب زوجها الكاسر....
وهذا ما أشرت يا أستاذ أيوب إليه في حوارك السابق - أعتقد مع الأستاذ ياسر علي-

وشكرا لك ،وللجميع.