عرض مشاركة واحدة
قديم 10-26-2010, 02:42 PM
المشاركة 17
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (13)



توبةُ عاشقة



بلساني النَّديِّ يسكبُ شهدا
رُحتُ أجني مواسماً منه أندى

همتُ في لذةِ العناقِ وهامتْ
بشفاهي دفئاً وحرَّاً وبردا

أسفَرتْ عن أُنوثةٍ وجَمالٍ
فتساءلتُ : كيف من أينَ أبدا ؟

كيفَ تبدا ؟ ! تضاحكتْ وتهاوتْ
تنهلُ الوصلَ من شفاهيَ شهدا

* * *
أرضعتني كالطِّفلِ برعمَ وردٍ
أودعَ العطرَ في فمي واستردَّا

فطمتني بقولها : " دعكَ منِّي "
ثمَّ راحتْ تزْوَرُّ جيداً ونهدا

أبعدتْني برقةٍ ثمَّ قالتْ :
أنا أصبحتُ حاكماً مستبدَّا

كنتُ أُغريكَ بالوصالِ وإنِّي
أَشعرُ الآنَ أننِّي صرتُ نِدَّا

كنتَ بالأمسِ مالكاً كلَّ أمري
يا حبيبي واليومَ أمسيتَ عبْدا

كنتُ بالقربِ لا أُطيقُ سكوناً
فلعلِّي بالبعدِ أغفو وأهدا

ضِقتُ بالقربِ مرةً تِلوَ أُخرى
فتجلَّدتُ في اللقا كي أَصدَّا

هكذا نحنُ حينَ نأسِرُ نقسو
فتخيَّرْ في أسركَ اليومَ قيدا

لا تقُلْ خانتِ الحبيبةُ عهدي
أُشهِدُ اللهَ لم أخُنْ لكَ عهدا

كنتُ كالطِّفلةٍ الصغيرةِ أعدو
كنتَ وِردي واليومَ أصبحتُ وِرْدا

لمْ يعُدْ فيكَ ما يثيرُ اهتمامي
فكنِ اليومَ للجَفا مستعِدَّا

ما قصدتُ البُعادَ عنكَ ولكن
كلُّ قصديْ أن لا أُوفِّيكَ وعدا

فإذا ما رغِبتَ يوماً لقائي
فاجتنِبْ في اللقاءِ أخذاً وردَّا

وتعلَّمْ منِّي التَّنكرَ واحذَرْ
إنْ تعلَّمتُ أن تضيِّعَ وُدَّا

لا تلُمني فيما أقولُ فإنِّي
تُبْتُ للهِ لم أعُدْ أتردَّى

* * *
كفكفِ الدَّمعَ يا فطيمُ وبادِرْ
لاتصالٍ باللهِ إنْ شئتَ رُشْدا

أتبِعِ السيئاتِ بالعَوْدِ تغنمْ
يا حبيبي عند امتثالكَ خُلدا

لم أعُدْ للوصالِ أهلاً فإنِّي
صرت أخشى في الحبِّ قرباً وبُعدا

وتولَّتْ وغادرتْني حزيناً
في خِضمِّ البُعادِ أَلطِمُ خدَّا

واعتراني الحياءُ واخترتُ ربِّي
وقتلتُ الأشواقَ قصْداً وعمْدا


10/9/2000