عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2013, 03:35 PM
المشاركة 902
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ،،
9- عناصر الجمال في رواية "حدث أبو هريرة قال" للروائي محمود المسعديتونس:

- إنّ زمن الأحداث في رواية المسعدي يبعث في ذهن القارئ عصر النّاقة والقافلة والإغارة والصّعلكة والسّبي ويمتدّ ليشمل فجرالاسلام، وكانت الأمكنة- مكّة بمساجدها وصحرائها ..-فضاءات تومئ إلى شبه الجزيرة العربية في لحظة تاريخية غابرة .

- على أنّ ما انتجته شخصية البطل من خطاب يجعل ملامح الماضي مشربة بالحاضر والأصيل بناكب المعاصر.

- فيجد القارئ نفسه في حيرة منبعها عجز عن تنزيل أزمنة الحدث الرّوائي وأمكنته في حدود واضحة.

- ويقرّ الغريبي في دراسته بإفلات أطر الرّواية من قبضة الماضي وسلطان الحاضر.

- فهي مجال أخر من مجالات من تدافع الأصيل والمعاصر.

- عرض المسعدي أحداث مغامرة بطله على نحو يظهر امتلاكه لتقنيات سرد متنوعة فكان التتابع والتضمين والتقاطع:

- التّتابع: وهو السرد الخطي، قوامه عرض الأحداث وفق منطق التعاقب وكان التتابع منطق نظم وقائع حديث "البعث الآخر" فقد تمّ عرضها متدرّجة نامية وتكشف بعض القرائن التعاقب من ذلك" ولمّا كان من الغد...مضت ساعة...ثمّ".


-
التّضمين: وهو إسناد قصّة في قصّة بالاستناد إلى الومضة الورائية أو التذكّر لإدراج حدث ماض له ما يشابهه في الحاضر. فأبو هريرة في حديث الحقّ والباطل ينسلّ من لحظة راهنة ليسترجع ذكرى موتأخته.

- التقاطع: وهو ضرب من التداخل بين أزمنة النصّ ويتجلّى هذا النوع من القصّفي "حديث القيامة" حيث لعب المبدع بالأزمنة لعبا مغريا.

- كانت بداية الحديث رغبة أبي هريرة شراء شموع من أبي المدائن لإحياء حفل وتلتقي الجماعة ليلا بضيعة البطل وينطلق الغناء... ثمّ تغيم السماء وينتشر الفزع فيأخذ أبو هريرة ريحانة خلفه وينطلق بها .. عندها يسرد أبو المدائن حدثا ماضيا – إحراق البطل منزله وموت زوجته وسرعان ما يتلقّف أبو هريرة السرد ليغدو منطلقه وأبو المدائن منتهاه.
- يبدو التتابع و التضمين من تقنيات السرد الموروثة ونجد لهما حضورا في أشكال السّرد القديمة "الحكاية المثليّة،رسالة الغفران " في حين نرى التّقاطع أو تداخل الأزمنة من أنواع السرد المعاصر . ومن ثمّ فتقنيات السّرد تعمّق مبدأ النزاع بين الأصيل والمعاصر .

- إنّ العلاقة بين الأصالة والمعاصره في رواية المسعدي لا تقوم على التجاور أوالتعاقب بل هي مشيّدةعلى جدل وتدافع.

- يمكن أن نجد مبررات لهذه الثنائية ونستطيع أن نحدّد لها غايات، قد يعود حضور الموروث والمعاصر في الرّواية إلى ثقافة المبدع ذات الرّوافد المتعددة، فترجمة المسعدي تظهر انتقاله بين مؤسسات تعليمية تقليدية تنحدر من زمن سحيق – الكتّابوأخرى حديثة أنشأها الآخر القويّ.

- أمّا دلالات الحضور فإنّها لن تخرج عن التأصيل والتجذير للرّواية كجنس وافد والانفتاح على التجربة الإنسانية.