عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2011, 11:40 PM
المشاركة 9
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
استفاقــــة





ثمة، في الأوردة، أساطيل تمخر العباب



انفجارات صغيرة عند خطوط المياه



ونوارس تلوّح في رياح الدم المالح




....




إنه الصباح.. نامت البلاد الشتاء كلّه



جُلّلت مقاعد النوافذ بجلود الفراء



والباحة غصّت بكلاب متحفّزة



وبأيدٍ مرتبكة تحمل الكتب الثقيلة




....




الآن نستفيق، وننهض من الفراش، ونتناول الإفطار



جهات الجنوب تنهض من مرفأ الدم



الغَبَش، الصواري الصاعدة



رنّة العُدّة الخشبية تحت ضياء الشمس




....




الآن نغنّي، ونؤدّي رقصات صغيرة

على أرضية المطبخ



جسدنا كلّه أشبه بمرفأ ساعة الفجر



ونعرف أنّ سادتنا غادرونا طيلة النهار






ترجمة: صبحي حديدي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)