عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2011, 11:33 PM
المشاركة 7
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مباغَــتٌ بالمســـاء





ثمة غبار مجهول قريب منّا


أمواج تتكسّر على شطآن أعلى التلال


أشجار ملأى بطيور لم تقع أعيننا عليها من قبل


شِباك مسحوبة بأسماك سوداء



....



يأتي المساء، ونشخص بأبصارنا إلى الأعلى


فنراه جاء من خَلَل شِباك النجوم


من خَلَل أنسجة العشب


سائراً بتؤدة على امتداد ملاجئ المياه



....



لن ينقضي النهار، نقول لأنفسنا:


لدينا شَعْرٌ يبدو مولوداً من أجل ضياء النهار


ولكن، في نهاية المطاف
سوف تنهض مياه الليل الهادئة


وسيمتدّ جِلْدُنا ببصره إلى البعيد البعيد


تماماً كما يفعل تحت المياه



....



رجل يكتب إلى جزء من نفسه


أيّ كهف تقيمين فيه، مختبئة
رابضة تحت المطر؟


مثل زوجة، تتضوّر جوعاً، بلا أنيس


الماء يتساقط من رأسك، منحنية


على حنطة الأرض



....



ترفعين وجهك إلى المطر


الذي يسوق الوادي


عذراً، إنّ زوجك


في شوارع مدينة نائية، يضحك


من كثرة مواعيده


رغم أنه، ساعة الليل، يمضي بدوره


إلى غرفة عارية، غرفة صنعها الفقر


فيرقد قرب إبريق عارٍ، وقرب حوض


في غرفة بلا تدفئة



....



مَن بيننا هو الأسوأ حالاً؟


وكيف أنّ هذا الانفصال وقع؟



....



إلى ولدي نوح، في سنّ العاشرة


الليل يحلّ والنهار، ونهار يمضي بعد نهار


وما هو عتيق يظلّ عتيقاً


وما هو فتيّ يظلّ فتياً ويطعن في السنّ


الركام القَطَني لا يستردّ شبابه


ولا الثخانة تفقد ظلمتها


لكنّ الشجرة العجوز تواصل الحياة


والحظيرة تشخص واقفة سنين عديدة دون عَوْن


ولا يتيه المدافع عن الظلام والليل



....



الفرس يخبّ ناهضاً
ويخطر على قدم واحدة يلتفّ بجسده


والدجاجة تضرب المخالب في الجذور


جناحاها يتدفقان ويتمرّغان


لكنّ البدائي ليس ذاك الذي
يُطلق في الليل والظلام


وبتؤدة يقترب الرجل الطيّب


تهدأ ثائرته، ويجلس إلى المائدة



....



ولهذا فإنني لست فخوراً إلا بالأيام


التي انقضت في عذوبة غير منشطرة


حين تجلس لترسم
أو تصنع الكتب من تيلة القطن


وتحمّلها رسائل إلى العالم


أو تلوّن رجلاً تتصاعد النيران من رأسه


أو نجلس إلي المائدة
والشاي القليل صُبّ بعناية


ونقضي زماننا سويّة هكذا
في هدوء وحبور





ترجمة: صبحي حديدي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)