عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2011, 11:27 PM
المشاركة 6
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



مهــــزوم



هذه الحرقة خلف عيني حين أفتح باباً


تعني أن الشيء السميك في جسدي قد انتصر


النوم الأكمد الثقيل مثل عشب أكتوبر


ينمو بعناد، مبتهجا بنصره حتى عند منتصف الليل


ويوم آخر يختفي وراء السفح


يجيء قاطنو الأسكيمو ليحيوه بصيحات حادة


الماء الأسود يرتفع فوق الحفرة الجديدة


القرد، وحيداً في قفصه المصنوع من الخيزران


يشم رائحة الأصلة، ويصرخ، دون أن يسمع أحد نداءه


القبر يتحرك إلى الأمام من مكمنه


ملتفاً ببطء، بحركات جانبية


ماراً تحت الأجمات وعبر أنفاق الورقة


....


تاركاً الكلاب والخراف مقتولة حيث ينام


شيء ما متوهج داخلنا، شيء


قام بخدمتنا على أكمل وجه، يهز قضبان خيزرانه


ربما يكون قد ذهب قبل أن نصحو


الاستيقاظ


إننا نقترب من النوم؛ براعم الكستناء في العقل


تمتزج بأفكار عن الألم


في لويزيانا، الشوارع المبتلة المنقوعة بالمطر


والبراعم المخضلة، من بين كل ذلك


جئنا، نفقا يندفع برفق باتجاه العتمة


العاصفة قادمة.. المنزل الريفي الصغير في منيسوتا


بالكاد يقوى على تحمل العاصفة


العتمة، العتمة في العشب، العتمة في الأشجار


حتى الماء في الآبار يرتجف


الأجساد تشع بالعتمة، وأزهار الأقحوان


معتمة، والخيول التي تحمل أثقالاً كبيرة من القش


إلى مخازن الحبوب العميقة حيث الهواء المعتم يتقدم


من الزوايا


نصب لينكولن، وحركة السير.. من الماضي الطويل


إلى الحاضر الطويل


طائر، منسي في هذه الإجهادات، يغني مبتهجاً


في الوقت الذي تنحرف فيه العجلة العظيمة، طاحنة


الحياء في الماء


غسيل، غسيل متواصل، في ماء ملطخ الآن


بالبراعم والجذوع المتعفنة


صرخات، نصف مكتومة، من تحت الأرض، الأحياء


قد استيقظوا أخيراً مثل الموتى





ترجمة: عبد الوهاب أبو زيد







هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)