عرض مشاركة واحدة
قديم 01-24-2015, 04:07 AM
المشاركة 7
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
معذرة أستاذ أيوب لعدم استعمال الألوان لأنها لا تستجيب .

شكرا لكم على المداخلة القيمة ، التي تحمل الكثير من الصواب و لا نختلف في الكثير .

فالديمقراطية الغربية تتجه نحو الإفلاس لأن النخبة السياسية فيها تميل إلى ممارسة نوع من الديكتاتورية الناعمة ، فهذه النخبة تمثل بالضرورة لوبيات إقتصادية التي بدورها تملك مؤسسات إعلامية تقولب الرأي العام ، فهي في الأخير أقلية مالكة لوسائل الإنتاج مادية كانت أو فكرية ، وهذا بالضبط ما جعل النمو يتقهقر ، فاحتكار كل شيء يؤدي إلى غياب المنافسة الشريفة التي تقتضي الحد الأدنى من تكافؤ الفرص .

لكن رغم ذلك فالمجتمع لديهم مجتمع معرفة ، و النخب المثقفة متوفرة ، و المجتمع متحرك و في دينامية متواصلة ، يصعب تكبيله ، فهو في الأخير يقدم لمسته و لو أن تلك القوى المسيطرة تتحايل على تلك اللمسات و تحاول دائما توظيفها لصالحها ، لكن ذلك لا ينفي وجودها .
فمثلا وصول أوباما إلى السلطة ليس بأمر هين في مجتمع حديث العهد بالتحرر من العنصرية ، و لو أنها استغلال من نوع ما من طرف الديمقراطيين لاستقطاب أكثر عدد ممكن من أصوات الملونين و حديثي الهجرة والطبقة المسحوقة ، لكنه كسر لحاجز مهم ، وأيضا تجسيد لإمكانية تحقيق الحلم الأمريكي .
و هو محفز على تجاوز الأزمة ، فتح متنفس جديد للابداع الأمريكي ، فحتى سياسيا فأوباما غير الكثير من توجهات الخارجية الأمريكية ، و فرمل ذلك الجشع الذي كان سيسقط أمريكا بسرعة ضوئية ، فهذه الفترة منحت للولايات المتحدة المتنفس لإعادة ترتيب الأوراق ، دون أن تخسر الكثير .

الكفاءة بصفة عامة تزداد كلما ازداد التحصيل العلمي صحيح ، لكن الكفاءة السياسية هي مرتبطة أيضا بالممارسة السياسية ، فهي القدرة على أخذ القرار أو الاختيار بين عدة قرارات و الانسجام في القرارات المتخذة للحصول على مصداقية أخلاقية و حصد غلالها المادية . فالكفاءة في القيادة هي حسن توظيف الفرص لخلق فرص جديدة للاقلاع . و أظن بأن صانع القرار في أمريكا يستند إلى معطيات صلبة نظرا لوجود مؤسسات قوية قادرة على بناء المخططات والبدائل ، و المؤسسة دائما تقلل من التهور ، فصناعة القرار ليس بسيطا ، و اللوبيات في تضارب مصالحها و في تدافعها تحصل على قرار أقرب إلى الواقعية .

ربما أن أمريكا فيها هذه الليبرالية المتوحشة ، لكن في فرنسا فالدولة حاضرة بثقلها فهي تتبنى ليبرالية اجتماعية ، وعندما يتضرر الفرنسي من خدمات دولته ، تقف النقابات بقوة في وجه اللوبيات و في الغالب تكون مضطرة لتقديم البدائل.

أما الشفافية فهي موضة العصر ، فالكل قابل للسقوط ، و خاصة الموجود في الواجهة ، فتصرفات بسيطة قد تسقطه ، وخاصة سرعة انتشار المعلومة ، و انتشار ثقافة التشهير ، نعم تستطيع اللوبيات المتنفذة إسقاط أي شخص دون أن يكون اقترف جرما حقيقيا ، أما السياسي فأحيانا يكون مضطرا أحيانا للتساهل في تطبيق القانون ، لأن القانون عندما يكون صارما جدا يؤدي إلى صعوبة قضاء الحاجات لأن المساطر أصلا معقدة جدا ، لذلك يصبح السياسي هدفا سهلا للمتابعات القضائية متى كانت هناك تصفية حسابات .

في انتظار المزيد تقديري