عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2015, 12:17 PM
المشاركة 6
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذ ياسر تقول في مقالك المهم هذا :
" كما لا يتنازع اثنان أن هؤلاء يتربعون على كرسي الحكم بعد تفويض شعبي ظاهر ، و بعد المرور عبر استحقاقات تؤكد على الكفاءة والمهنية وخلو رصيد المترشح من شوائب قد تعيق مسيرته نحو بيت الحكم ، فهؤلاء هم أقل الناس "فسادا" و أقدرهم على ممارسة اللعبة السياسية بمرونة و براغماتية و خطواتهم تكون على المقاس ومستندة على جيش جرار من المتشارين والقانونيين و مؤسسات تبني سلوكيات الرئيس ، و تعينه على أداء مهمته في أمن و أمان ."

- انا لا اتفق مع هذا التحليل, وكوني عشت قريب من العملية التي تسمى ديمقراطية في الولايات المتحدة وشاهدت عن قرب ما يجري هناك اعتقد جازما ان التفويض الذي يحصل عليه الرئيس الامريكي مثلا ليس تفويضا شعبيا بل هو بعيد كل البعد عن التفويض والشعبي .

واعتقد ان هناك ثلاث ركائز اساسية لصناعة الملوك في امريكا :
اولا المال فالذي يجمع اكثر وينفق اكثر يكون له حظ اكبر في الفوز.
ثانيا وسائل الاعلام وهي تلعب دورا حاسما لا يقل اهمية عن دور المال وغالبا ما يكون مكملا له.
ثالثا الوبيات واصحاب المصالح واحيانا المافيا المنظمة.
وان صدف ونجح شخص لمنصب الرئاسة وهو غير مقبول من هذه الجهات فهو يلقي مصير كندي حتما او يتم تربيطه بمجلس كونجرس معارض كما يجري الان حيث يقف الجمهوريون بحزم ضد الرئيس الديمقراطي ونجد ملامح لصراع على كل اجندة العمل من السياسة الخارجية الى الملفات الداخلية القتصادية وحتى ملف التأمين الوطني.

هذا من ناحية التفويض ولو قمنا بعملية حسابية دقيقة لوجدنا ان الرئيس الامريكي في حال انتخابة لا يمثل الا قطاع محدود جدا من اتباع الحزب الذي ينتمي اليه فقط واذا تذكرنا ان عدد الاحزاب في امريكا اثنين فقط فانت تتحدث عن نسبة ضئيلة جدا من القاعدة الشعبية قد تتجاوز 5% من مجموع السكان.

اما بخصوص "عبر استحقاقات تؤكد على الكفاءة والمهنية" فهذه ايضا ليست دقيقة ونجد مثلا رولند ريغن بانه لا يمتلك حتى من التعليم الا اليسير ولولا شخصية الكاوبوي التي كان يمتلكها وادواره التمثيلية التي صنعت منه بطلا، ودعم الركائز السابقة الذكر لما اصبح رئيس دولة فهو كثيرا ما كان يخطئ في ابسط الامور.

وحتما لا يمكن القول ان الرئيس الامريكي ينتخب لانه الاكفأ بل لانه الاقدر على استقطاب الدعم من الركائز المذكورة ، وهنا هوليود اصبحت تلعب دورا غاية في الاهمية.

واليوم صار الفيسبوك ووسائل الاتصال الجماهيري والاجتماعي تلعب دورا ربما اكثر اهمية ، وهي التي اوصلت الرئيس الحالي الى الحكم مع وجود عدد من الاسباب الاخرى مثل الوضع الكارثي الذي خلفة التدخل الارعن في حروب عبثية كلفت الولايات المتحدة الكثير، واوصلتها الى حافة الافلاس فحدث انقلاب غير مسبوق حين وصل رئيس من اصول افريقية رغم ان المجتمع ما يزال في مجمله عنصريا ودليل ذلك ما تقوم به الشرطة من اعمال في ميزوري وهنا وهناك .

ربما كان الامر مختلفا مع الرؤساء الاوائل مثل جورج واشنطن وجفرسون وابراهام لنكولن لكن الامور اختلفت بعد المكارثية وسيادة راس المال والمباديء الرأسمالية البغيضة حيث اصبح لاصحاب رؤوس الامول واللوبيات النفوذ الاكبر في ما يجري على مستوى من يكون رئيس للدولة.

اما بخصوص " شوائب قد تعيق مسيرته نحو بيت الحكم" فهذه ايضا اسطورة، بل ربما ان العكس هو الصحيح حيث يحتفظ اصحاب النفوذ بملف لكل شخص وهم يوصلون الى كرسي الحكم الرجل الفضائحي حتى تظل لهم سلطة عليه وشد اوذنه ولي ذراعه كلما لزم. وهذه الملفات يتم التكتم عليها الى حين يحيد الرجل عن جادة ما يريدونه فتفتح هذه الملفات وابواب جهنم عليه.
او انها تنتظر الى حين خروج الشخص من الحكم وغالبا ما يصبح فتحها مرتبط باسباب الصراع بين القوى المتنفذة، فما جرى لساركوزي مثلا ربما يكون بهدف ايصال رسالة له بان دورك انتهى فلا تفكر في العودة الى الرئاسة، ولكنك تجد انه وعلى الرغم مما جرى فقد عاد ساركوزي الى الساحة وفي ذلك مؤشر الى انتصار اللوبي الذي يدعمه في لعبة شد الحبل وعلى الاغلب سوف يتم اعادة انتخابه في المرة القادمة اذا ما استمر رضى اللوبيات عنه واعتبر في تلك اللحظة رجل المرحلة الامثل.

يتبع،،