عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2010, 07:44 AM
المشاركة 32
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


** طفل وكراسات :
بحثت حتى النخاع عن أنا الذي يتلاشى كما الضباب تحت عيون الشمس..
فوجدتني أحكي عن دروب مشنوقة في أدغال الضياع و أرسم في ذاكرة النسيان نافذة لعمر شقي و لوحة لطفل يشيخ بين صور الطريق ووشم الكراسات..
لم أدر هل كنت أتآكل أم أضيع في عيون دخان طالع من غبش المدن السفلى ..
لكني تذكرت أطفالي و محنتهم و قلت و حدك أيها البحر تبني أمواجك في الأعماق..وهاهي الذكريات القديمة تستفيق..
بالأمس كان المعلم يقول عليك ان تجوع و تعرى من أجل الحرف عليك أن تعمل و تحلم بشمس أمتك..عليك...عليك..في صمت كنت أحتسي قهوتي،
فقلت واليوم هل تغير كل شيء؟ هل أصبحت غريبا في دربي و غاب عني القمر ؟
لا أعرف كيف ضاع المبتدأ و بقي الخبر ..خبر القرية و البسطاء حين تغيب عنهم الشمس..
أحسست بسكون رمادي مثقل بشيء كالأمل يلفني في هذا المكان و بقايا شارع حالك ترفرف بذاكرتي كالسراب..
وبزفير متقطع كنت أنحت صراخ آهاتي و أغسل بأحزاني ضحايا مدينتي..
لازال الفضاء يحكي في صمت و أنا امسح المارة بعيني..فكان أن رأيت طفلا في عمر أحد ابنائي وهو يجرجر محفظته ..دققت النظر،و اندهشت فخرجت مهرولا من المقهى..
ناديته..إلتفت تجاهي..ترك المحفظة تهوي ثم ارتمى بين ذراعي ..احتضنته طويلا..حاصرنا جمع غفير من الضائعين ..قبلته على جبينه ..
نظر الي و الدموع تأكل بريق عينيه ثم قال:أبتاه أليس هناك من طريقة سهلة لتعليمي حمل الأثقال بدلا من هذه- مشيرا الى محفظته-
ضحك الجمع بمرارة ثم بدأ الكلام..حملت ابني و و كراساته و غبار المدينة ثم سرت صوب ذاك الأفق..و في خاطري لوعة و بقية كلام...
** بقلم: جد عمر..

الرائعة سارة الودعاني ..

بسراج حرفكِ أنرت العشب على وجه هذه الرابية ..
شكرآ سارّآ كأنتِ
ترحيبي