عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2015, 08:14 PM
المشاركة 19
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المقالة العاشرة:

(ق.س.ك) برزخٌ بين أدبين

لا جرمَ أن تكون (ق.س.ك) ذلك البرزخ الفني بين أدبين هما : الشعر و النثر و لجملة أسباب منها:
الاختزال اللفظي (أي ضيق المساحة التعبيرية):
فهي من جهة تشبه النثر في عدم تقيدها بوزن عروضي أو نغم موسيقي _بشكل جبري_
و إلا فقد يقع من النثر ما يماثل الشعر كقوله تعالى ( هيهات هيهات لما توعدون) و ليس في القرآن شعر باتفاق العلماء و لقوله تعالى ( و ما علمناه الشعر و ما ينبغي له)
و من جهة تشبه الشعر في إلزام القاص بمساحة ضيقة يتحرك فيها كتحرك الفارس المغوار المجرب غير الغمر في مأزق الحرب لا تتجاوز الست كلمات .
و يبقى جودة الأدب من فصاحة و بلاغة المتأدب فالشكل الأدبي و انتماء النص و الشخص له لا يعني النجاح فليس كلُّ شاعر مرموقا و لا كل ناثر خاملا و العكس بالعكس
و هذا ينطبق على (ق.س.ك) بل هي أخص فنون القصة حاجة للثقافة العميقة و الموهبة الأصيلة و التعبير عنهما في قالب فصيح و بليغ يخلب الألباب ليسكر الأفهام و يوصل المعنى فيما يشبه الأحلام لأحلام الألبَّاء من الأدباء و المتذوقة.
الاختزال المعنوي:
لا تكون (ق.س.ك) معتبرة القيمة ما لم يقدم فيها القاص معنى جليلا في أخصر عبارة و أعمق تعبير متجنبا التعمية و الإسفاف ، و مع إفراط قانون (ق.س.ك) في التحجير على الأديب
تبرز ملكة التخيل لديه ليترك أثرا لفظيا يسوق القارئ للمعنى الذي ينوي إيصاله إليه مثال:
قلت في (ق.س.ك) خاصة بي على هذا الرابط:http://www.rabitat-alwaha.net/moltaq...t=56909&page=2
( صديقي أضحى مليونير ، احترفَ السرقة بِرُسْغِه)
فأنا أحكي لكم قصة عن ثراء أحد أصدقائي فجأة و أبين السبب لهذا الصعود المكوكي بسرقته
و لكن ليست أي سرقة بل هي سرقة الكبار الذين لا يباشرون سرقاتهم بأيديهم بل من وراء ستار و يختلقون الأعذار
لتبرير هذه الجرائم فهم لصوص غير مباشرين .
انظر للفرق بين (ق.س.ك) و محاولة شرحها في عدد المفردات و الأساليب الكلامية بين الموجز و المسهب.
كذا أبين نقطة أن مفردة (رسغ) هي التي أفادت أن هذا الصديق لص يسرق بأيدي سواه و لو قلنا بكفه لما أفادت المعنى المرجو فالكناية أضفت حلاوة لا مثيل لها.

هكذا تكتب (ق.س.ك) يا من يظن الأمر مجرد رص ست مفردات و حسب.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا