عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2012, 12:19 AM
المشاركة 228
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تبرئة فتحي غانم من تهمة «التلوّن»

"هل كان الكاتب الصحفي والروائي الراحل فتحي غانم حقا يتلون وفق واقع السلطة في مصر؟"، بإجابة هذا التساؤل انشغلت القاصة والصحفية عزة بدر، وانشغل غيرها، في الندوة التي عقدها المجلس الأعلي للثقافة طوال يوم الأحد الماضي بعنوان "فتحي غانم..مبدع لم يفقد ظله".

قالت بدر: اتهمه مجايلوه بأنه كان متمتعا برغد المناصب أثناء حكم عبد الناصر والسادات، مثل ما كتبه سيد خميس الذي أكد أن مقالات غانم الصحفية في العشر سنوات الأخيرة من حياته تصلح نموذجا لمقالات المثقف الذي استطاع أن يسير مع السلطة لا أمامها ولا خلفها، والأمر نفسه فعله الروائي الراحل عبد الله الطوخي، لكنني أري أن فتحي غانم انتصر لفنه وأدبه بعيدا عن السلطة، بل إن عالمه الروائي يعد انتصارا لضمير المثقف الذي وقف إلي جانب الاستقلال الفكري والفني، وروايته "قط وفأر في قطار خير دليل علي ذلك لأنها ناقشت فكرة الزعامة وانتصرت في نهايتها للمثقف المستقل بعد أن ناقشت كيف يقوم المثقف بدور مزدوج مع السلطة فتارة يلجأ لدور الممثل وتارة يقوم بدور البهلوان دون أن يبدي رأيه في أي مسألة مهمة".

علّق الناقد الدكتور صلاح فضل قائلا: استغربت الكتابات التي أدانته، كيف وروايته "حكاية تو" أدانت القمع والتعذيب في السجون بشكل بالغ الضراوة حتي إني خشيت علي العاملين بدار الهلال من العقاب بسبب نشرها؟"، بينما قال الناقد شوقي بدر يوسف: رواية حكاية تعد بمثابة جملة اعتراضية في مسيرة غانم الإبداعية، لأنها تركز علي القمع السلطوي علي الناشطين في فترة الستينيات، وخاصة مقتل شهدي عطية الشافعي في منتصف الستينيات".

الدكتورة زبيدة عطا زوجة غانم أكدت: ظلم فتحي غانم في حياته سواء من النقد أو في المسلسلات التي أخذت عن أعماله"، وتابعت: قبل أن أتزوجه كنت إحدي قارئاته، ولقد تولي رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير "روزاليوسف" و"صباح الخير" و"وكالة أنباء الشرق الأوسط" وغيرها، إلا أنه كان يتعامل مع الأدب علي أنه معشوقه الأول، ودائرة أصدقائه كانت ضيقة جدا بحيث لم يفقد ظله وسطها، وحينما وصف انتفاضة الخبز بأنها انتفاضة فقراء في مجلة "روزاليوسف"، ثم طردوه منها وتفرغ لكتابة روايتيه "زينب والعرش" و"الأفيال" للتحذير من التيارات الدينية التي أطلقت لها الدولة العنان آنذاك.

ومن ناحيته طالب الروائي يوسف القعيد الدكتورة زبيدة وابنها بالاتفاق والموافقة علي إعادة نشر أعمال غانم الكاملة، بينما قال الروائي خيري شلبي: فتحي غانم هو المسئول عن ندرة كتبه، فدار مصر للطباعة والنشر ودار الآداب في بيروت عرضوا عليه نشر أعماله كاملة، ولكنه رفض تماما التعامل مع العرضين.

وأكد شلبي علي أن غانم يعد العلامة الأبرز في تحديث الرواية العربية لمغامراته في ابتداع أشكال جيدة في الرواية كالواقعية النقدية والعبثية والتعبيرية والفنتازية والرواية السيكولوجية، وأشار إلي أن روايته "الغبي" نموذج مهم في الرواية العربية غير مسبوق وغير ملحوق، وقال: كشف في أعماله كواليس الصحافة والمجتمع المصري بشكل عام، كرواية الرجل الذي فقد ظله وزينب والعرش وروايته الأهم "تلك الأيام"، التي ظلمت ظلما فادحا حيث اختصر منها حوالي 5 فصول كاملة، فنشرت مشوهة في سلسلة "الكتاب الذهبي" إلي أن أعيد نشرها مؤخرا في مكتبة الأسرة كاملة.

وتحدث الناقد حسين عيد عن "تطور شخصية رجل الدين في عالم فتحي غانم"، وقال: تناول شخصية رجل الدين في إطار تطورات المجتمع السياسية والاجتماعية، وفي إطار تطور رؤية فتحي غانم نفسه ما بين عامي 1957 و1984