الموضوع: الصندوق الأسود
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
22

المشاهدات
8106
 
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6


عبد السلام بركات زريق is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
9,393

+التقييم
1.84

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة
سوريا - حماة

رقم العضوية
9229
10-08-2010, 07:25 PM
المشاركة 1
10-08-2010, 07:25 PM
المشاركة 1
افتراضي الصندوق الأسود



الصندوق الأسود




كانت أسراري نائمةً في قلبِ الصُّندوقِ الأسودْ
في عفَنِ الظُّلمةِ أدفنُها
لم أُعلنْ يوماً عِصياني
لم أُغضِبْ يوماً سجَّاني
ما قلتُ لهُ أُفٍّ أبداً .. لم أتمردْ
لم أعلمْ والعَتمةُ قِفلي:
الشَّمسُ لها شَعرٌ مثلي
تجدِلُه قبل بزوغِ الفجر
وتحلُّ ضفائرَه ظُهرا
وتعودُ فَتجدِله عصرا
لم أعلمْ أنَّ الشَّمسَ تضرِّجُ بالحنَّاءِ جدائلَها
ترمي في النُّورِ حبائلهَا
تعشقُ جهراً
تعشقُ سرَّا
توقِعُ نجماً
تأسِرُ بدرا
يضنيهِ القيد .. يصيرُ هلالًا .. يغدو صفرا
الشَّمسُ لها قلبٌ مثلي
تتعبُ وتفيءُ إلى الظِّلِّ
حانيةٌ عطراً كالفُلِّ
قاسيةٌ .. قاتلةٌ حيناً
بل حيناً تُسرفُ في القتلِ
فاسْألْ عنِّي واسألْ عنها
واحذَرْ منِّي واحذَرْ منها
وتجنَّبْها واسكُنْ ظِلِّي
لا تغرقْ بامرأةٍ أُخرى
واحسبْ أقداركَ بالعقلِ
وأنا والسيفُ يلازمني
والنظرةُ لا تدركُ نصلي
وتَخيَّرْني موتي أحلى
بل سيفي ذهبيُّ الصَّقلِ
سامحتُكَ بنساءٍ قبلي
سلمى سفحتْ أمنيَّتَها في غفلةِ وعدْ
لبنى خلعتْ قُدسيَّتَها في ثورةِ نَهْدْ
ليلى سكبتْ عُذريَّتَها في سلةِ وردْ
فاحذَرْ منِّي عُدَّ العشرا
قد ضِقتُ بمن تهوى صدرا
واحفَظْ عنِّي سطراً سطرا :
لا تلثُمْ من بعدي ثَغرا
لا تصهرْ بشفاهكَ نحْرا
لا تورِ بإصبعِكَ الجَّمرا
صمْ دهرَكَ إلا عن شَفتي
واحذرْ عصيانَكَ لي أمرا
لا تنسَ فنسيانُكَ كفرٌ
أكتبُهُ في صومكِ فطرا
والله غفورٌ لكنِّي
إنسانٌ لا أغفِرُ وِزرا
حطَّمتُ قيودي بدموعي
وكوتْني نارُكَ وخضوعي
وأنا صرتُ امرأةً أُخرى
لن أَغسِلَ يوماً أقدامَكْ
لن أعدوَ كالهرِّ أمامَكْ
لن أركعَ يوماً بينَ يديكْ
أو أبقى ظِلًّا في شفتيكْ
لن أصبحَ حَجَراً من عينيكْ
فأنا صرت امرأةً أُخرى
والسِّرُّ بأوردتي جهرا
واليُسرُ إذا أغضبُ عُسرا
والطُّهرُ إذا أَصعُبُ عُهرا
فأنا صرت امرأةً أُخرى
وجنوني أُغنيةً حيرى
صندوقي الأسودُ ملءَ يديْ
والظُّلمةُ صارتْ تَذكاراً فلْيَدرِ غدي
أنِّي صرت امرأةً أُخرى
فاختَرْ شيئاً تستعبِدُهُ إلا جسدي
إلا جسدي
إلا جسدي




11/7/2009