بسم الله الرحمن الرحيم استاذي العزيز عبد الله باسودان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته باركك المولى العدل أستاذي الكريم للكتابة في هذا الموضوع القيم ( العدل ) . إنَّ هذا الموضوع كما أرى بحاجة إلى تفصيل أكثر , أرجو المساهمة فيه من قِبَلِ كلٍّ من لديه القدرة والرغبة . وأستميحك عذراً بالسماح لي بأن أكتب ما ورد في ذهني حول الموضوع , وشكرا ً سلفا ً : ( العدل ) ********************* من أبرز الميادين التي اقتحمتها مسألة العدل منذ صدر الإسلام هو " الميدان الإجتماعي " أي على المستوى التطبيقي للعدل عند عامة الناس . ومن الجدير به ملاحظة أنَّ من الأفكار البديهية للإنسان المسلم وجوب كون زعيم الأمة وإمامها عادلاً وكذلكَ القاضي وشاهد المحكمة وشاهد الطلاق أو الرجوع , وإمام الجمعة والجماعة , كلُّ أولئكَ يُشترطُ فيهم أن يكونوا عدولا ً . وقد أحسَّ المسلم بالمسؤولية دائماً تجاه المناصب الحسّاسة التي لابدَّ أن تُشغلَ من قِبَلِ العدول . وكانت كلمة الرسول الأعظم محمد ٍ ( صلّى اللهُ عليه ِ وآلهِ وسلَّمَ ) : ( أفضلُ الجهادِ كلمة عدلٍ عند إمام ٍ جائر ) , على كلِّ لسان . إنَّ الخيطَ الأساس الذي يربُطُ مسألة العدل في المجتمع الإسلامي علميّا وعمليّاً يُمكنُ البحثُ عنهُ بالدرجة الأولى في القرآن الكريم . إنَّ هذا الكتابَ العظيمَ هو الذي بذرَ فكرةَ العدلِ في قلوبِ النّاسِ وأرواحهم ثمَّ سقاها ونَمّاها فكريّاً وفلسفيّاً وعمليّاً واجتماعيّاً . إنَّهُ هو القرآن الذي طرحَ مسألةَ العدلِ والظلمِ من حيْثُ مظاهرها المختلفة : العدل التكويني العدل التشريعي . العدل الأخلاقي . والعدل الإجتماعي . والفرآن يُصرِّحُ بأنَّ نطامَ الوجود مبنيٌّ على أساسِ العدل والتوازن على أساسِ الإستحقاق والقابليَّة . من الآيات الكريمة التي تعتبرُ الفاعليَّةَ الإلهيَّةَ والتدبير الإلهي قائما ً على أساسِ العدلِ : شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ18 آل عمران . أو أنَّ العدلَ هو المعيار للهِ سبحانه في موضوع الخِلْقةِ : وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ 7 الرحمن . وعلَّقَ على هذهِ الآيةِ الرَّسول ُالأععظمُ محمدٌ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ بقولهِ : " بالعدلِ قامتِ السَّماواتُ والأرضُ ". واهتمَّ القرآنُ الكريم إهتماما ً بالعدلِ التشريعي , أي مراعاة أصلِ العدل في النظام الإعتباري والتشريع القانوني . وقد صرَّحَ هذا الكتاب المعجز بأنَّ الهدفَ من إرسال الأنبياء وبعثة الرُّسُل (عليهم السلام ) , إنَّما هو قيام النِّظام البشري , وإرساء الحياة الإنسانيَّة على أساسِ العدلَ والقسط : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ 25 - الحديد . __________________________________________ للموضوع بقيَّة تأتي لاحقا ً بإذن الله ِ تعالى . حميد عاشق العراق 22 - 2 - 2013