عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2013, 12:58 PM
المشاركة 51
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نيكولاي غوغول
الكاتب الساخر والشاعر و الروائي
منى كوسا
"يكتبما يمليهضميره .
الكاريكاتير البهلواني"
( لا يملك القارىء إلا أن يضحك وفي قلبهحسرة .
( أكثر من كاتب و أعظم من عبقري ولدته روسيا) هذه هي عبارة ( بلينسكي ) الناقد الروسي الشهيرعنه .
غوغول مبدع يفضح الطبقة الحاكمة في روسياالقيصرية , بأسلوب السخرية والهجاء يرصد السلوك المتناقض للبشر الذين يسخر منه ويفضح ظلمهم و طغيانهم في القرن التاسع عشر الذي تفشى فيه الفقر و المرض عبر أسلوبناقد وساخر , و القارىء لمؤلفاته الرائعة يجد نفسه يضحك ويبكي , و قد قال عنه أعظمالروائيين(دستويفسكي ) : " ضحك غوغول على نفسه طوال حياته و أضحكنا معه , ظل يضحكنافي مؤلفاته و كم أبكانا في التهاية ".
كما قال عنه الكاتب الكبير (تورجنيف): " إن غوغولهو أكثر من كاتب إذكشف لنا عن أنفسنا "
نبذة عن حياته :
ولد " نيكولاي غوغول " في أوكرانيا في
31مارس 1809 و كان شغوفاً بالأدب منذصغره و عرف بالكاتب الساخر , كتب القصة القصيرة و التمثيلية و هو أيضاً شاعر وروائي .
عندما كان في التاسعة عشر من عمره كان يحلم بأنيصبح محامياً لأنه كان يرى فيها معاني الإنسانية للبشر حيث يستطيع تحقيقها لكنه فشلفي تحقيق أمنيته لأنه كان فقير معدما و غير واسع في العلاقات الإجتماعية ,حاولاحتراف مهنة التمثيل لكنه لم ينجح لأن جسده ضئيل و صوته ضعيف , كما حاول بكتابةمجموعات شعريةوعرضها على الناشرين لكنها رفضت , فنشرها على حسابه الخاص , لكن لقيتاستهجانا موجعا من قبل النقاد فاندفع ليجمع كل نسخها إحراقها .
و قد تألم من النقد الاذع الذي وجهه ( بلينسكي ) له متهما إياه بالانحراف عن النهج الواقعي في روايته ( الأرواح الميتة ) في الجزءالأول منها و في حالة عصبية غاضبة ومتوترة جداً قام غزغول بحرق مخطوطة الجزء الثانيمن ( الأرواح الميتة ) التي لم يكن نشرها بعد و بعد هذه الحالة النفسية المرهقةبالنسبة له أرهق جسده أكثر بصيام طويل و بصلاة لا تنقطع فهدأت نفسه و في 21 فبراير من عام 1852م مات غوغول و كانت أخر كلمةله : ( سُلَم ... أعطوني سلما ..........) إذ كان يعتقد أن روحه ستصعد إلى بارئهاعن طريق سلم روحي .
كان شديد الإخلاص لقومه و صادقاً في حبه لأهله وبلده فهو إنسان يحمل مشاعر إنسانية رائعة يتعاطف جداً مع الفقراء و المظلومين . وتأثر كل من ( دستويفسكي و تولستوي )بأفكاره و صدقه و نبله و هما بصدد بحث عن الصدقالعام والخاص .
و جاهر ( دستويفسكي ) بعد عشراتمن السنين بقوله : ( لقد خرجنا جميعا من معطف غوغول ).
رواياته:
تعرف على " بوشكن " شاعر روسيا الكبير , قرأ عليه بعض ما كتب من مذكرات فاقترح عليه بوشكن أنيعيد صياغتها بشكل روائي تحت عنوان ( أرواح ميتة ) , كما اقترح عليه بعض جوانبمضمون ( المفتش العام ) و هي مسرحية غوغول الشهيرة ...
في روايته ( أرواح ميتة ) الجزء الأول منها كشف عن المسكوت عنه و فضح النظامالإستبدادي و الحكم القهري , يعبر عن روسيا القيصرية في القرن التاسع عشر عبر أسلوبناقد جريء وساخر , يقدم للقارىء شخصيات ممسوخة ماتت من النواحي الخلقية و الروحيةبمواقف هزلية تثير السخرية اللاذعة عن المتوحشين والمستغلين الذين لا يرحمن الفقراءو المساكين .
أما الجزء الثاني من روايته ( أرواحميتة ) أحرقها من شدة عصبيته و قال : ( أنا لم أولد لأنال شهرة في عالم الأدبفمهمتي بسيطة ..........هي إنقاذ روحي , ولا بد أن تصدر أعمالي عن وحي من ضميري ويجب أن أكتب ما يمليه علي ضميري و أحرق ما يجب حرقه و أنا لا أقدم على شيء قبل أنأصلي .....).
قصته الخالدة ( المعطف ) :
هي من وحي تجربته الحياتية و عمله كموظف كتابيبسيط في مؤسسة حكومية عبر فيها عن مواقف واقعية بائسة للموظفين في العهد القيصري .
تعتبر ذروة الواقعية الروسية بعناصرها فبطلهاموظف مطحون هو ( أكاكي أكاكيفتش) و هي شخصية مهانة ومذلولة فيجد القارىء نفسه يبتسمثم تدمع عيناه أي يتدخل عنصر الشفقة مع الفكاهة و هنا تكمن المتعة, و قد بدا إعجاباكبيرا بها ( بيلينسكي ) أكبر نقاد روسيا فصارت محطة إعجاب عالمي آنذاك .
كتبه :
(أمسيات بالقرب من قرية ديكانكان ) و آخر هو ( ميرغورود ) الي لقي نجاحاً باهراً . وكتابه الأخير ( مقتطفات من رسائل الأصدقاء )إذبدا شديد الاهتمام بالمواعظ الأخلاقية و و الإصلاح الإجتماعي و إحياء الأرواحالضالة الميتة و هي نفس الأفكار التي عبر بها في روايته ( الأرواح الميتة )الجزءالثاني منها , مما أسخط عليه معسكر الكتاب والنقاد و خاصة ناقد روسيا الكبير ( بيلينسكي )و بدأ المعجبون والمحافظون يتوددون له و يحافظون على كل ماله من قديم .
رحلته:
في عام
1848 قام برحلة إلى فلسطين أشارفي كتاباته إلى واقع الشعب العربي أيام العهد العثماني و إلى الاثار و الاماكنالتاريخيةفيها و كذلك في كل من سوريا و لبنان .
غوغول يعتبر بحق من أعظم الروائيين قاطبة , يتمتعبموهبة فذة و حس مرهف و ضمير حي , يجعل القارىء يتمتع بصدق الواقعية الجميلة التيخرج بها الكاتب من معطفه .