عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2013, 11:02 AM
المشاركة 6
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الأستاذ عمر العمري

هذه مقتطفات من مداخلة البداية هنا، وهي غاية في الأهمية لأنها من ناحية توضح العمليات العقلية التي تجري في الدماغ وتبين :

- كيف يتشكل الوعي؟
- ما مبررات التمسك بوجهة النظر؟
- ثم ما الذي يدفع للتعصب وعدم قبول الآخر؟
- هل يمكن وكيف يمكن بناء جسور التواصل والتعايش؟

- الإنسان أبن بيئته فغالبية المسلمين عامة وعلماء هم مقلدون وورثة للآباء والأجداد وهذا لا يقلل من استقامتهم وتدينهم ولكن ما أود أن أصل إليه أن كل فرقه أو طائفة لديها أدلة وبراهين وتراث تستقي منه دينها .
- (كل حزب بما لديهم فرحون).
- ليس لأن هذا الحديث متواتر بثبوته وصحته بل لأنه وافق أهواء الجميع فإما أن تكون معي وإما أن تذهب إلى الجحيم غير مأسوف عليك .
- وخلاصة ما أود أن أصوغه هنا..أن نتقبل بعضنا البعض ونتعايش وأن نصفي تراثنا مما لحق به ولنتجرد للحق وليس لهوى أو طائفة ولنتواضع.

كيف يتشكل الموقف الفكري – الوعي:
الذي يصنع وعي الإنسان ويحدد موقفه الفكري ويجعله ما هو عليه ( أي سني أو شيعي أو ماركسي أو وجودي أو..الخ...) هو حتما مجموعة التجارب التي يمر فيها الإنسان من خلال البيئة التي يعيشها ..بما في ذلك المعلومات مع تعدد مصادرها التي تغذي ذلك الجزء من الدماغ وتتراكم فيه والذي أطلق عليه اصطلاحا اسم " السوبر ايجو super ego " وهو مركز المبادئ والمثل والأفكار والفلسفة التي تشكل مرجعية الإنسان الفكرية.

طبعا هناك أمور كثيرة تساهم في تحديد مدى قوة هذا السوبر ايجو وأهمها الطفولة المبكرة واليات وصول المعلومات، وكثافة التعرض لما يمكن أن نسميه عملية البرمجة الدماغية والتي تتمثل في تخزين ألأفكار في هذا الجزء من الدماغ...

وكثافة عملية التخزين والبرمجة هذه وقوتها وتمكن آلياتها هي التي تطبع الإنسان وينتج عنها ربما ثلاث أصناف:
- متهاون ..غير مبالي.
- معتدل..وسطي.
- متطرف.

ولو قمنا على قياس هذه السمة الإنسانية لوجدنا أن الإنسان المتهاون أو غير المبالي تعرض إلى عملية برمجة ضعيفة فظلت المنظومة الفكرية في السوبر ايجو ضعيفة..فلذلك نجده قد تطبع بطبع المتهاون لان المخزون الذهني هو الذي يدفعه إلى ذلك الموقف.

ونفس الشيء يقال بالنسبة للصنفين الآخران: فالإنسان المعتدل نجد أن تراكماته الذهنية كانت وسطية، بينما الإنسان المتطرف نجده قد تعرض لبرمجة متطرفة.

طبعا من المهم أن نتذكر بأن العوامل البيئية لها تأثير كبير جدا على الدماغ وبالتالي على العمليات الدماغية وبالتالي على الموقف الفكري.

يعني نجد أن البعض تطبع باطباع التطرف على الرغم انه نشأ في بيئة متسامحة أو وسطية بل ربما حاول النظام القائم بكافة منافذه ووسائله برمجة هذا الإنسان برمجة وسطية لكنه على الرغم من ذلك نزع إلى التطرف.

والسبب يعود هنا إلى الحالة النفسية والهرمونية والعصبية التي يمكن أن تتشكل كنتيجة لظروف بيئية معينة.

نحن نجد مثلا أن الإنسان اليتيم إنسان يمتلك حالة نفسية وعصبية خاصة ( أي انه يمتلك دماغ مختلف) ، وقد يتطبع اليتيم باطباع التطرف على الرغم من كل محاولات التنشئة الوسطية... ونجد مثلا أن أشهر القادة التاريخين وأكثرهم دموية كانوا أيتام في سن المراهقة ( هتلر، نابليون، لينين، ستالين، الاسكندر ). وهم في الغالب يصبحون قادة كرزميون لهم قدرات دماغية هائلة، يكون لها تأثير سحري على قطاع كبير من الناس فيتطبعون بطبع القائد فتنشأ الأحزاب المتطرفة أو الفئات أو الفرق أو المذاهب الخ.

ولو أننا راجعنا المناهج والمذاهب والأحزاب والمدارس الفكرية المعروفة تاريخيا لوجدنا أن المؤسس يكون دائما يتيم...وهو ما يشير إلى دور عقل اليتيم القيادي الفذ في عمليات البرمجة العقلية لإتباعه الذين غالبا ما تكون عقولهم اقل نشاطا وسحرية من عقل القائد.

وهذا ما يفسر بأنه لا سيطرة حقيقة على العناصر التي تشكل السوبر ايجو خاصة أن البرامج التعليمية لا تراعي الجانب النفسي للإنسان وظروف البيئة التي نشأ بها كما يحصل في الإعلانات مثلا، بل إننا ما نزال نجهل الكثير عن الدماغ والعناصر التي تشكله وتوثر فيه، فلا يوجد مثلا في التراث الأكاديمي ما يشير إلى دور اليتم في صناعة الشخصية وتأطير السلوك وتشكليه.

يتبع،،،