عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-2011, 08:57 AM
المشاركة 107
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
عرض لثلاثية الكاتب الليبي أحمد إبراهيم الفقيه
سأهبك مدينة أخرى – هذه تخوم مملكتي – نفق تضيئه امرأة واحدة
صدرت ثلاثية الدكتور الفقيه (سأهبك مدينة أخرى – هذه تخوم مملكتي – نفق تضيئه امرأة واحدة ) عن دار (رياض الريس ) عام (1991 ) ..وقد حصلت هذه الرواية الثلاثية على شهرة واسعة وفازت بجائزة الإبداع التي يقدمها معرض الكتاب العربي ببيروت لأفضل عمل إبداعي ..وأستلم الكاتب الجائزة من الرئيس عمر كرامي …وترجمت الرواية إلى عدد من لغات العالم لتضع اسم ليبيا على خارطة الأدب العالمي …وقد صنفها إتحاد الكتاب العرب من ضمن أفضل مائة رواية عربية ..وترجمت الثلاثية إلى العديد من لغات العالم وحظيت باهتمام كبير في الأوساط الأدبية العالمية …
وللكاتب الليبي د.الفقيه عدة روايات منها ..رواية (فئران بلا جحور) صدرت عام 1967 ورواية (حقول الرماد ) الصادرة عام 1985 وأخر رواياته ((خرائط الروح )) التي تعتبر أطول رواية عربية معاصرة ..حيث يبلغ عدد صفحاتها أكثر من ألفي صفحة من القطع الكبير ..وقد تحصل الكاتب على العديد من الجوائز عربيا وعالميا …منها حصوله على شهادة البراءة مع أرفع وسام ليبي وسام الفاتح الذي منح للكاتب عام 1989 وسلمه له العقيد القذافي …وحصوله على أفضل عمل إبداعي في مجال القصة القصيرة عن مجموعته القصصية (البحر لا ماء فيه ) من اللجنة العليا للآداب والفنون ..وغيرها الكثير …
قرأت الرواية للمرة الأولى وأنا بالصف الثاني الثانوي ..وعاودت قرأتها ثلاث مرات متتالية ..وفي كل مرة كنت أجد فيها رؤية إنسانية جديدة..وكانت هديتي المفضلة في تلك الفترة للأشخاص المميزين عندي …

تمتاز الرواية بالسرد الممتع والسلس ..المليء بالأحداث المترابطة ..المشوقة ,,التي ترغمك على عدم ترك الكتب الثلاثة حتى تلتهما كوجبة لذيذة من البداية للنهاية …وتحصل خلال ذلك على متعة لا نظير لها تماثل متعتك بالنظر إلى لوحة جميلة تحمل من المشاعر والملامح والأفكار ما تحمل من جمال وفن وذوق …ولا تشعر خلال قراءتك لها بأي ملل أو سأم …وتجد في الرواية انسيابية تامة وشفافية مطلقة …رواية تجعلك بعمقها ..تحلل وتفكر وتستنتج وتتعاطف ..وتحب …وأحيانا ……….تبكي ؟؟؟؟!!!!
وظهرت في هذه الثلاثية قدرة الفقيه في السرد الروائي الحديث .. وتمكن الكاتب من شدنا لشخصية خليل الإمام وبحثه عن الزمن الذي لا يأتي تارة في الغوص في استرجاع ذكريات رحلته لأوربا للحصول على الدكتوراه في رواية (سأهبك مدينة أخرى )وتارة أخرى في الحلم باليوتوبيا والمدينة الفاضلة المثالية في رواية ( هذه تخوم مملكتي ) وتارة ثالثة بالحلم بقصة حب مختلفة في رواية ( نفق تضيئه امرأة واحدة ) .
في الجزء الأول من الثلاثية نقرا في نفسية خليل الإمام ذلك الرجل الشرقي الذي ذهب للغرب بمفاهيم وأفكار وقيم معينة …ثم هناك يظهر الجانب الخفي من شخصيته ..الجزء المخبئ خلف قناع فرضه عليه المجتمع …ونرى في سرد مشوق ماذا يحدث عندما ظهرت شخصية هذا الرجل على حقيقتها ونرى خلال هذه الأحداث الصراع وأوجه الخلاف بين الشرق المحافظ والغرب الذي يصل لحد الانحلال غالبا …
وتمتلئ الرواية بجمل عميقة تغوص في النفس البشرية وتحللها وتكتشف مواطن القبح والجمال ..الخير والشر ..الضعف والقوة ..مثل ..
((تسطع فى قلب الظلام أضواء مدينة بعيدة . وأستعيد مع تراتيل الموج ذكرى تلك الأيام التي
حاولت أن أمحوها من تاريخي . فإذا بها تطفو على سطح الذاكرة ، حلقة من حلقات زمن بهيج تقوض وانتهى . أملأ صدري من هواء البحر وأنا أحس بشيء من الارتياح لأنني منحت ذاكرتي مدينة أخرى تهرب إليها ، من قسوة المدن التي تطاردها رياح الصحراء))
وهنا يصف البطل ليندا ..المرأة الغربية التي أحبها بدفء وعاطفة العربي ..وحرارته
((السوية . وما أن جاءت ليندا ، حتى أذابت هذا الإحساس . كشطت كل الأتربة التي
تراكمت فوق الأنسجة والخلايا ، وطردت الأشباح التي تنوح في خرائب الروح . عاطفة ساخنة ،تبخرت معها الهواجس والتحفظات ، وتهاوت تلك الأسوار التى نقيمها حول أنفسنا لكى لا ينتهك الآخرون شيئاً ثميناً