الموضوع: (( رحيل ))
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2640
 
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله

منى شوقى غنيم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,313

+التقييم
0.25

تاريخ التسجيل
Jan 2010

الاقامة

رقم العضوية
8605
10-03-2017, 02:49 AM
المشاركة 1
10-03-2017, 02:49 AM
المشاركة 1
افتراضي (( رحيل ))
** رحيل **

اتفق هو و زوجته ان يكون أسمها سعاد على إسم والدته لكن حين ولدت صدم الجميع عند رؤيتها و اعترضت جدتها بشدة على تسميتها بأسمها و قالت.. إنها فتاة قبيحة المنظر أختاروا لها أسم يشبهها..
اصاب الأم حزن شديد لقد كانت تنتظر مولدها بفارغ الصبر عندما علمت بأن الجنين فتاة، صنعت الكثير من الملابس و زينتها بنفسها حتى أنها اشترت الحلي و توك الشعر و تتباهى امام أختها نادية التي اصيبت بلعنة العنوسة بعد أن مات خطيبها الأول و تركها الثاني بعد حادثة اصابته فظن الجميع أنها السبب و اطلقوا عليها الشائعات فأصبحت العروس المشؤمة... لكنها الأن تتمنى رحيلها عن الحياة حتى لا ترى وجهها..
نظر الأب لزوجته وقال: سمها أنت.
قالت الأم : لننتظر بضعة أيام ربما ترحل.
لم يعلق أحد على كلماتها و كأن الجميع يتمنى أيضاً رحيلها.
مر اليوم الأول و الطفلة لازالت على قيد الحياة و لابد من تسميتها فقالت الام لننتظر وصول اختي نادية هي خبيرة في اختيار الأسماء و سوف تختار اسم يليق بها ....
اندهش الجميع عندما وجدوا نادية تحمل الطفلة و هي تبتسم فظن بعضهم أنها اصيبت بضعف النظر و البعض الأخر أعتقد أنه مجرد عطف أو شفقة على الطفلة القبيحة لكن نادية لم تكن كذلك فقد ابصرت ما لم يبصروه..
أحبت نادية الطفلة منذ أول لقاء و أحزنها مشاعر الأم و الأب تجاهها و تمنت أن تكون لها و كان القدر أرحم من قلب الوالدين فاستجاب لها...
قالت الأم كنا ننتظر رحيلها عن الحياة لكنها لا تريد، أختاري لها أسم يليق بها . استعطفتهم نظرات نادية المليئة بالدموع لكن سخريتهم بشكل الطفلة لم تدع لها مجالاً للحديث و بعد تفكير قالت.. إذا هي رحيل ربما حين ترحل لا تتذكر كلماتكم و ترحل بسلام...
مر عام تلته أعوام أخرى و رحيل لا تعرف أم لها سوى خالتها ناديه بعد أن تركتها أمها و سافرت للعيش مع والدها بعد أن أتاه عقد عمل بالسعودية..
حتى الرسائل التي كانت ترسلها نادية لم يفتحها أحد، انشغل الوالدان بتربية طفلهما الجديد،... أجمل طفل في العالم كما قالت والدته في خطابها الاول و الاخير لأختها نادية.
سبعة و عشرون عامًا مضت، كبر الطفل و اصبح شاباً يتباهى به والداه... أمام اصدقائهم و جيرانهم لكن القدر كان له حكمة أخرى و درس آخر للوالدين... اصيب إبنهم في حادث و فقد قدرته على الحركة و رغم عرضه على أكبر الأطباء لم يجدوا علاجاً لحالته فقررا الوالدين العودة لمصر..
في صالة المطار المزدحمة فقررالوالدان ابنهما قليلا حتى الانتهاء من الاجراءات. حاول الابن التحرك بكرسيه قليلاً حتى لا يعيق المارة لكنه فشل و استسلم لفشله.. خفض رأسه باكيا، وفجأة أحس بأيد تربت على كتفه و صوت كصوت الملائكة يقول: لا تيأس في المرة القادمة ستنجح، الأن سأساعدك...
أتى الوالدان بعد إنهاء بعد إنهاء الإجراءات لإصطحاب الإبن و حكى لهم عن فتاة رائعة الجمال ساعدته فتمنى والداه رؤيتها لكنها رحلت دون أن يعرف الإبن اسمها...
عاد الجميع لمنزلهم الجديد و بعد أيام سمع الأب عن مستشفى كبير به أطباء من الخارج و به حالات كثيرة مثل حالة ابنه شفيت على أيديهم فأسرع لحجز موعد الكشف....
قام الدكتور جون كبير الاطباء بالمستشفى بفحص المريض و طمئن الأب بأن حالته تحتاج لجراحة بسيطة في المخ و سوف يقوم بتعيين أمهر الجراحين للقيام بها فوافق الأب و تم تحديد الموعد سريعاً حتى يستطيع الطبيب اجراءها قبل سفره للخارج لهذا لم يستطع الوالدين رؤيته أو التحدث معه...
ساعات قليلة و تبدأ الجراحة، استعد المريض و فريق الجراحة و بإنتظار دخول الطبيب، سمع المريض صوت يناديه.. هل أنت مستعد الأن للنجاح، نظر اتجاه الصوت، انها هي الفتاة التي ساعدته في المطار...
ابتسم و قال: نعم مستعد ...
استيقظ الإبن و وجد والديه حوله لكنه لم يتحدث اليهما بل ظل يتلفت بعينه..
سأله الأب هل تتألم فلم يجب..
اسرعت الأم لترى ما به و تسأله ماذا تريد و فجأة فتح باب الغرفة و دخلت الممرضة، فسألها أين الطبيبة.. قالت سوف تأتي بعد قليل انها الأن تمر على مرضاها..
انتظر الجميع بلهفة وصول الطبيبة لكنها أرسلت طبيباً آخر لمراجعته بسبب استعدادها للسفر غداً لمناقشة رسالة الدكتوراه..
في اليوم التالي ظهرت كل النتائج و الفحوصات بعد الجراحة و جميعها تؤكد أنها جراحة ناجحة فقط بعض العلاج الطبيعي و سيكون كل شيء طبيعي....
بذل الإبن الكثير من الجهد في علاجه حتى نجح أخيراً في الوقوف على قدميه و كان فرح أبويه لا يضاهيه فرح لكنه استمر في سؤال الممرضات عن الطبيبة متى ستأتي و كانت اجابتهم دائماً لا نعرف لقد كانت تلميذة الدكتور جون و سافرت معه....
في نهاية العام ذهب الإبن و اصطحب والديه معه للمستشفى بعد أن علم بوصول الدكتور جون و تلميذته معه، فوجيء الجميع باحتفال مهيب تزينت المستشفى بأكملها من أجله و وسط الحاضرين كان يقف الدكتور جون بجوار تلميذته فأسرع الإبن اليها يتبعه والداه لشكرهما، حين رأتهم ابتسمت فقال الوالد أن ابتسامتها كأشراقة الشمس و قالت الأم إنها أجمل ما رأت عيني...
سألها ما أسمك؟ أجابت و هي تبتسم لهم أنا رحيل يا أخي....
** منى غنيم **






هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني