عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2014, 09:10 PM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع ... العلاقة بين النص والوجودية

"تحرك مبتعدا لكى يسيطر على القلق الذى ظل يرافقه, والحمل الثقيل الناتج عن السر الذى يخفيه عن هند"....هنا نجد بان الكاتب جعل القلق يسيطر على بطل القصة ونحن نعرف ان هذا احد المبادئ الاساسية في الفكر الوجودي حيث يقول نيتشه ليكن شعارك ان تعيش في قلق دائم وتبني بيتك فوق بركان ....

" لكنه ظل قلقا رغم نعمة الحديث الثر الذى افلح فى تغيير مزاجه"...وهنا يجله الكاتب القلق مسيطرا على البطل على الرغم من نعمة الحديث والقلق حالة وجودية بامتياز ...


"وعندما ذهبت اعتراه خوف كبير وقلق"...ولما ذهبت ظل في حالة قلق أيضاً وهذه السمة هي سمة البطل الوجودي حتما ...


"جلس فشعر بنعمة ظل المساء تغشاه بعد يوم عمل مرهق مشحون بالقلق الواخز واهتياج النهار الملتهب. وخلع المعطف ووضعه على الكرسى وهو يأمل ان يطمئن قلبه الى ان حبيبته الذكية العنيدة قد وافقت تماما على هذا اللقاء الذى اتى بعد طول ترو وتمحيص"...يعود القاص مرة اخرى للحديث عن شخصية البطل وهو مشحون بالقلق وهويعمل ان يطمن قلبه وهو مؤشر اخر على ان القلق صفة متأصلة في شخصية هذا البطل ومسيطرة تقريبا رغم الكثير من لحظات الفرح التي كان يمكن ان تزيل هذا القلق.

" كان يحبها بصدق ويعلم انها تختلف عن النساء المطيعات اللائى ينفذت رغبة الرجل بلا نقاش وكان باستمرار يعطيها مساحة واسعة من الحرية "...هنا يصف الكاتب تلك المرأة بصفات الشخصية الوجودية المتحررة البعيدة عن الشخصية التقليدية والتي تتنفس الحرية ولذلك كان البطل بدوره وهو بدوره شخصية وجوديه يدرك مدى حاجتها للحرية فكان يعطيها مساحة من الحرية.

"وتلفت حوله بوجه مكفهر متوتر. وفتح الكتاب من جديد لكن الضجر دب فى اوصاله بعد دقائق قليلة. وانتصب واقفا يكسوه السأم فتحرك باتجاه السور القصير"...الضجر والسأم من صفات الشخصية الوجودية وتلك سمات ناتجة عن الشعور بعبثية الحياة.

"كانت تستحوذ عليه مشاعر الخشية على تويجاتها المعرضة للخدش و وكذلك فعل الغواية, فاولى اهتمامه الى عيون الشبق المثبتة على سطح المنضدة". ..مشاعر الخشية وصف آخر للقلق الذي يعتمل في نفس البطل.

" ولانه للمرة الخامسة لم يجد اى رسالة جديدة فى صندوق البريد, فقد اندفع بفعل القلق وانشأ يتصفح مجموعة الصور القديمة ويتامل فى تفاصيل الذكريات"....مرة أخرى يأتي القاص على ذكر القلق ونجد هنا انه اندفع بفعل القلق وهذا يقوم على المبدأ الوجودي حيث يقول نيتشه ليكن شعارك أن تعيش في قلق دائم وان تبني بيتك فوق بركان..أي أنهم يعتقدون بأن الحافز للحركة غالبا ما يكون القلق.

"كان يمسك بيدها ويحس بضربات قلبه تزداد وتيرتها بصورة مثيرة للقلق".... مرة أخرى يساور بطل القصة القلق حتى وهو في وضع المفروض أن يجعله يشرع بالراحة.

"لكنه مازال محتارا فى السهولة التى وافقت بها على لقاءه بالرغم من انها مازالت متزوجة"....سمة تدلل على عبثية تلك البطلة فهي مستمرة في علاقة خارج الزواج.

" وحرر نفسه من كل قيد وبكى بشدة وانتحب وشهق ثم زاد فى البكاء"...بطل زردشتي في تصرفه يبكي ويحرر نفسه من كل قيد وهذه هي سمات الشخصية الوجودية.