عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2013, 08:46 PM
المشاركة 37
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
37- الاستشارة
إذا وقع الإنسان في أمر من أمور الدنيا، فإنه يحتاج لحله وتجاوزه، إلى رأي صائب وفكر مستنير، يستعين به بعد الله عز وجل؛ وهنا يبرز السؤال الهام في هذه المرحلة: من يستشير؟ وإلى من يبث شكواه وهمه؟
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تكلم فيما لا يعنيك واعرف عدوك واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من يخشى الله، ولا تمش مع الفاجر فيعلمك من فجوره ولا تطلعه على سرك، ولا تشاوره في أمرك، إلا الذين يخشون الله عز وجل.
ومن تأمل في أحوال المستشار يجد العجب، فبعضهم ليس لديه تجربة حتى نقول: إنه صاحب خبرة، والآخر ليس لديه علم شرعي؛ حتى يستهدى به، والأخرى من النساء تجدها حين تستشار عجلة في التوجيه بترك الزوج، وأنه لا فائدة في الجلوس معه، ثم هي بعد أن تنهي المكالمة، تذهب لزوجها وتترك المسكينة تتجرع مرارة استشارتها طلاقا وفراقا، وهناك من قد يستشيرهم المرء وفي قلوبهم مراتع من الحقد والحسد.
فالمقترح الأول: أن يستشير من هم بعيدون عنه، حتى يحتفظ بأسراره ومشاكله، بعيدا عن نشرها وإذاعتها.
والمقترح الآخر: أن من يستشيرهم : أهل العلم والفضل، فيجمع بين أمرين: عدم إفشاء أسراره لأحد لكثرة من يتصل على العلماء والمشايخ، والآخر أنهم أهل فضل وورع، يدلونك على حل فيه العلم والنور بإذن الله ولا يمنع أن يتصل على أكثر من طالب علم، فالمشاكل ليست مثل الفتاوى.
ولطبيعة المشكلات وطول شرحها، فالمقترح أن يهاتف طلبة العلم دون المشايخ الكبار، لضيق أوقاتهم وانشغالهم بأمور الفتيا، مع الدقة في اختيار عناصر المشكلة من وجهة نظر منصفة، أي أن يذكر وجهة نظر الطرف الآخر أيضا حتى يكون الحل إيجابيا.

~ ويبقى الأمل ...