عرض مشاركة واحدة
قديم 10-19-2010, 12:44 AM
المشاركة 19
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


يا إلهَ الكون ِ رفقاً بالمسافر

حين يغدو أنينـُه - في نهايات المحطات - شارة َ مرور ٍ
متبدلَة َ الألوان
أو صفيرَ قطارات ٍ عابرة ٍ.. لا تعبأ بالمنتظرينَ على قارعةِ الحياة
أو حصاة ٍ ينقلـُها الآخرونَ في نعالهم
يزدادُ وقتذاكَ الأنينُ ..
لا يغفو .. ولا ينام !!

وحين يصبحُ الصمتُ بوحاً في مآقيه ِ الحزينةِ
وسعادتـُه تنتظرُ الحكمَ في قفص ِ الاتهام !!
يصرخُ في الجفاف منصهراً :

أواه يا لونَ الاندحار ِ في نور الصباح
أواه يا طعمَ القتامةِ في العروق
اواه يا أهازيجَ الأحزان ِ في الصدور
وهذا موسمُ القحط ِ يغزو ما تبقّى من أملٍ في شرايين الحياة


يزرعُ الأنينُ شوكـَـه في خاصرة ِ الأرض ِ
ويتكلـّمُ مناجياً


ربـّــاه ..
يا إلهَ الكون ِ رفقاً بالمسافر !!



..... إلى هنا
تحية ... ناريمان



أوّاه يا إله الكون رفقاً بأنين الحزن

النازف من الشرايين يغدو من نهايات المحطة

غير آبه بالمنتظرين على أرصفة الانتظار

ملأ صدري بوجع دفين في زمن القحط

ينتظر غيث يروي عروق قفار

قد جفت بين شرايين القلب وخاصرة السنين



سلام الله على النسمة الناعمة ناريمان

بأي حرقة آهات وأنين نازف من مداد تخطين

في رحلة سفر تكلمت بها حروفك رافقها الأنين

ليحرسك الله بعينه التي لا تنام

ويبعد عنّا وعنكِ الحزن والأنين

تحيتي ومودتي

وأنا لك دوماً من المتابعين

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)