عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-2012, 01:26 PM
المشاركة 46
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
( طفل بطل يهزأ بالحذر )
إن حساسية الشعور بالظلم أمر لا يمكن أن يدركه إلا من لاقى من ويله وشرب من مرارة كأسه الجرعة تلو الجرعة ..
- خليل -
اسم لطفل بطل .. من ذرية إذنا بالخليل في الثانية عشر من عمره ..
-خليل -
اسم اقترن اسمه بالثورة .. حيث لم تكن حاجة هذا الطفل للحرية أمر أكسبته إياه التربية فحسب .. بل ولد مشحوناً يرث مقارعة الظلم ويبحث عن الحرية .. ولا بد للتنويه هنا أن مقارعة الظلم مهنة لا يتقنها الكثيرون ,,
ولد خليل وقد شاهد أباه المحامي ( عوض ) خلف القضبان معتقل يتردد على السجن بانتظام .. فزادت بذلك حاجته لنيل حرية والده .. وحينما بلغ خليل هذا العمر كان والده يترنح في زنازين التعذيب تحت الحجز الاداري ستة أشهر تبعتها أخرى وأخرى ..
لكن عوض الوالد المربي الأسير كان مطمئناً في سجنه لأنه ترك خلفه رجلاً اسمه خليل ورغم هذا .. لا بد من النصيحة .. فكانت رسائله لابنه وهو في سجنه أشواقاً مصحوبة بالتحذيرات ..
( ولدي خليل : الحيطة والحذر هذا كل ما هو مطلوب )
ويستقبل الصغير نصائح والده بالسخرية لأنه يشعر أنه أكبر من هذه التحذيرات .. ولأن هذه التحذيرات تبعده عن المواجهات مع قوات الاحتلال المدججين بالسلاح من أجل هدف بداخله لا بد من تحقيقه ..
ففي صباح يوم الأحد 5/7/1989 كانت حجارة الأرض تنزف دموعاً على طفل سيغادرها ويلاقي ربه شهيداً حياً
ذلك حينما اشرأبت عروق الغباء في نفوس أولئك الجنود فظنوا أنهم هم الأقوى .. وظنوا أنهم سيكتمون صوت الحق .. ولكن الويل لهم .. والويل لمن لا يعرف حلاوة التمسك بالمبدأ والحق المشروع
فاقتحم الجنود بعدتهم وعتادهم وكل ما أنتجته التكنولوجيا الأمريكية من سلاح القرية لمواجهة الطفولة البريئة ..
ولكن أطفال القرية كانوا لهم بالمرصاد بصدورهم العارية لا يحملون بداخلها سوى الايمان ويعززون مواقفهم بحجر صغير يساوي قبضة أيديهم يقذفونه ليصل إلى المكان الذي يريدون ..
فمشى الأطفال يقودهم خليل نحو ساحة المعركة مشياً يزلزل الأرض تحت أقدام الجنود .. ونصبوا الكمائن للفئران المدججة بالسلاح ..
فجن جنون الجنود من هذا التكتيك الذكي للمعركة وبدؤوا يتخبطون يطلقون النار على الصغار بلا رحمة
وكانت إحدى هذه الرصاتصات استقرت في صدر خليل
انتهت المعركة ... وغادروا القرية ...
مات الضجيج في القرية ورقدت الطرقات والأزقة حزناً على استشهاد البطل بينما كان الصغير مجندلاً يسبح في دمائه يصارع الموت بشراسة .. فسارع بعض الصغار المشاركون يجرون خليل وآخرون طاروا إلى أمه يخبرونها بما جرى ..
وانطلقت الزغاريد تبارك لأمه وتهنئها على استشهاده .. ورفعت الأعلام على سطوح المنازل ترفرف فرحاً باستشهاده ... فتحية لهذا الطفل البطل الذي كان يهزأ بالحذر !!!