عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2011, 11:09 PM
المشاركة 590
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سليمان العليان
منعنيزة إلى وول ستريت – قصة نجاح

ملخص كتاب (من عنيزة إلى وول ستريت – سيرة حياة سليمان العليان) – تأليف: مايكل فيلد – ترجمة: د. حمزة بن قبلان المزيني.
1- في عنيزة ليس معروفا بالضبط متى ولد سليمان العليان. لأن الناس في ذلك الزمن لم يكونوا يهتمون أبدا بتسجيل تاريخ ميلاد أبنائهم، ولكنيتذكرون تاريخ ميلادهم بناء على بعض الحوادث التي تقع ويرجح أنه ولد عام 1918.
2- توفيت أمه (هيا) وعمرهشهران تقريبا وتولت تربيته جدته لأمه (نورة). تنبأت زوجة والده بأنه سيكون أكسل رجلفي العالم حين شاهدت جدته تساعده في لبس الجوارب وعمره عشرسنوات.
4- وصل سليمان إلىالبحرين عام 1928 أو 1929 ليقيم مع أخيه حمد. وكانت البحرين المكان الأول من بيندول الخليج الذي أرسلت إليه بريطانيا ممثلا لها.
4- التحق سليمان في بداية الأمر بالمدرسة الأمريكية فيالمنامة ثم انتقل إلى مدرستين حكوميتين، وكان طالبا مجتهدا. وحين تُطفأ الكهرباء فيساعة محددة في الليل في الثلاثينيات من القرن العشرين كان يأخذ فراشه وسراجه ويخرجإلى فناء البيت ليواصل مذاكرته. ويتذكر بعض زملائه أنه كان ذكيا إلى حد كان يؤديبهم إلى الغيظ منه، ويروي المرحوم أحمد كانو أنهم كانوا كثيرا ما يخفون كتبهويسرقون واجباته المدرسية ويسعفونه بالإجابات الخاطئة إذا حدث أن طلب منهمالمساعدة. وكان يهوى كرة القدم، وقد أهداه أخوه في أحد أعياد الفطر دراجة هوائيةوكانت تلك أمنيته التي طالما توسل لأخيه كي يحققها له.

5-في عام 1936 ترك سليمان المدرسة ليعمل في شركة نفطالبحرين وكان عمله مراقبة كميات الزيت في مجموعة من الصهاريج. ثم نُقل إلى ميناء (سترة) حيث كان يعمل في مراقبة ضخ الزيت في ناقلات النفط. وكان يتقاضى عن عمله ذاكأجرا زهيدا لا يزيد عن روبية ونصف في اليوم أي ما يعادل أربعين سنتا أمريكيا.

6-بعد مرور أربعة عشرشهرا من العمل في شركة نفط البحرين عاد سليمان إلى الظهران وعمل في شركة النفط،وكلف بالعمل مراقبا للمواصلات، وكانت الأجور في المملكة أقل بكثير من الأجور فيالبحرين.

7-في عام 1938انتقل سليمان للعمل في مستودع الشركة واستطاع حفظ أسماء ثمانمائة وخمسين قطعة معحرصه على معرفة وجوه استعمالها. واستطاع في أحيان كثيرة حين لاتتوفر القطعةالمطلوبة أن يقترح بديلا أبسط لها أو يقترح إمكانية تعديل قطعة أخرى لتأدية الوظيفةنفسها.

8-طلب ذات مرة لأحدالأطباء آلة كاتبة ذات قاعدة مقاسها ثمانية عشر بوصة وحجم الخط فيها من مقاس ruby وكان ما أثار سخط سليمان واستغرابه أن تجيبه الشركة في سان فرانسيسكو ببرقيةمضمونها: ما معنى كلمةruby ؟ فما كان منه إلا أن أجاب عن هذه البرقية قائلا: انظرمعنا في قاموس ويبستر. ولم يكن مثل هذا الأسلوب مسموحا به في تلك الأيام، وهو ماأفزع رئيسه في العمل وجعله يأمر سليمان بكتابة برقية يشرح فيها معنى كلمة ruby وهيما تعني عدد الحروف التي تطبعها الآلة الكاتبة في البوصة الواحدة، وأن يكتب كذلكإجابة معدلة عن برقية المكتب الرئيس.

9-لاحظ سليمان الجدية التي يعمل بها الأمريكان وكيف يبدون كأنهمجميعا يعرفون ما يعملونه معرفة دقيقة وكيف يعملون كأنهم فريق واحد. وما لفت انتباهه وأثار إعجابه ما كان يتحلى به الأمريكيون من كرموتواضع.

10-بدأ سليمانيفكر كم يلزمه حتى يمتلك هكذا مستودع، وتيقن أنه يجب على من يريد البدء في العمل فيالتجارة أن يلم بأدق التفاصيل للمشروع الذي ينوي تأسيسه.

11-قال سليمان: لقد كانالمستودع جامعتي التي تخرجت فيها، وكان المكان الذي رأيت فيه الرأسمالية وهي تعملبشكلها الحقيقي أمام عيني المجردتين. كانت تسع سنوات لم تتخللها لحظة مملة واحدة.

12-كان سليمان طوال عملهمع شركة النفط في نشاط دائب لإجادة اللغة الإنجليزية، وكان يشاركه الغرفة التي يسكنفيها، في المبنى المخصص في الظهران لسكن العاملين السعوديين في الشركة، رفيق يحبالأدب العربي ويقرأ الإنجليزية بشكل جيد، وكان الرفيقان يقضيان وقتهما في مقارنةالنسخة العربية من مجلة المختار بالمجلة الأمريكية Readers Digest المترجمة عنها،وكان سليمان يقرأ المختار ويترجمها إلى الانجليزية بصوت عال ويقوم رفيقه في أثناءذلك بمقارنة ترجمة سليمان بالأصل الانجليزي. وأخذ سليمان يطور مهاراته في اللغةالإنجليزية بالحديث مع الأمريكيين الذين كان بعضهم يأتون إلى سكن السعوديينليتعلموا شيئا قليلا عن الثقافة العربية. وكان يساعدهم في تحويلأموالهم.

13-كان سليمانيشتري بضائع ويبيعها للأمريكيين. ومن البضاع التي درَّت عليه عائدا جيدا ولاعةسجائر لها غطاء، ومنها أيضاً الغتر والعقل التي كان يشتريها الأمريكيون ليرسلوهاهدايا إلى عائلاتهم.

14-إضافة إلى عمله في المستودع صار يعمل مترجما. وكان هو المترجم للملك عبد العزيز فيمحادثاته مع مسؤولي شركة النفط. ثم ترك العمل في المستودع، وتفرغ للترجمة عام 1947. ثم زاد راتبه إلى مائة وخمسة وعشرين دولارا في الشهر وهم مبلغ كبير جدا.

15-في عام 1947 علمبتفاصيل مشروع مارشال والتابلاين وقرر أن يحصل على جزء من مقاولات هذا المشروعلنفسه، وأبلغ شركة أرامكو بذلك، وعندها منحته الشركة إجازة لمدة تسعين يوما وذلك كييستطيع العودة إلى عمله في الشركة إن لم ينجح مشروعه!. واقترض أربعة عشر ألف ريالمقابل رهن منزله في الخبر، وأسس بهذا المبلغ شركة صغيرة لأعمال البناء سماها شركةالمقاولات العامة.

16-دخلت شركة المقاولات العامة في مناقصة لتنزيل المواد من السفن، وكان مبلغ العطاءالذي تقدم به سليمان أقل مبلغ مما جعله يفوز في المناقصة، لكن شركة التابلاين وشركةبكتل وقعتا العقد معه بزيادة قدرها 25% عن المبلغ الذي تقدم به!. وظل سليمان طوالثلاث سنوات من بدء مشروعه يعمل بشكل غير رسمي في قسم العلاقات الحكومية في شركةالنفط.

17-توالت عقودالمقاولات بعد ذلك وتوسع عمل سليمان. وكان دائما يتفقد مواقع العمل، وإذا اضطرلقضاء يوم آخر في أحد مواقع العمل فإنه ينام تحت الشاحنة.

18-يقول عبد العزيزالقريشي، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات،عن سليمان، وكان يعمل موظفا صغيرا لدى سليمان في بداية حياته العملية: كان نشيطاجدا، وكان يتخلق بأخلاق الأمريكيين العملية، وكان أكثر حصافة وحنكة من غيره منالسعوديين، وكان لا يتوانى عن السعي في تطوير قدراته ويحاول أن يتفوق على الآخرين. وهذا ما كان يميزه عن غيره من السعوديين، وكان عملياجدا.

19-أهم المزايا التيامتلكها سليمان وجعلته يتفوق على منافسيه إجادته اللغة الإنكليزية ومعرفته ببواطنالأمور في شركة أرامكو وفهمه لعقلية الأمريكيين. وكان يعلم أنه ليس هناك سبيللعمليات الرشاوى في أرامكو.

20-لكي يدعم من مركزه التنافسي طوَّر من خبراته في البحث عن عدد منالأمريكيين الذين كانوا يعملون مع أرامكو والتابلاين في بعض المستويات العملياتيةوتوظيفهم للعمل معه.

21-قام سليمان عام 1951 بجولة حول العالم وكانت أول مرة يخرج فيها خارج الشرقالأوسط.


........
......

....
50- توفي سليمان العليان في الشهر السابع من عام 2002.