عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
12627
 
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي


عبدالله باسودان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
324

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10158
10-15-2011, 01:44 PM
المشاركة 1
10-15-2011, 01:44 PM
المشاركة 1
افتراضي الأمثال العربية
عبدالله علي باسودان


الأمثال العربية - 1 -

الأمثال مصدر من مصادر اللغة , نطق به كتاب الله تعالى وهو من أشرف الكتب المنزلة قال تعالى " يأيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له ", ولم يخل كلام نبينا صلى الله عليه وسلم عنها وهو أفصح العرب لساناً وأكملهم بياناً وأُتي جوامع الكلم.. جمّل به عظماء وحكماء العرب كلامهم وخطبهم . فتوارثها الناس وانتقلت بينهم جيلاَ بعد جيل فهي أبقى من الشعر وأشرف من الخطابة , لم يسر شئ مسيرها , ولا عم عمومها , حتى قيل : أسير من مثل .
والأمثال هي حكمة الشعوب منذ أقدم العصور والأزمنة , كما أنها نتاج التفكير السليم لجميع الصور جرت اختزالها في صورة مصغرة فاستحوذت على الفؤاد وأثرت على اللب وكان لها إيقاع ساحر وصدق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حين قال : (إنّ من البيان لسحرا )
فضرب الأمثال أثناء الكلام يجعله يقع من النفس كما يقع الماء الزلال من العطشان .
ورغم استشهادنا ببعض الأمثال أثناء أحاديثنا ومعرفة البعض منا بالموضع الذي نستشهد به بهذا المثل وبمعنى المثل ألا أن الكثير منا لا يعرف الحادثة أو السبب الذي قيل بسببها هذا المثل أو ذاك .
وفي هذا الفصل نتعرف على بعض الأمثال وحكاية كل مثل ونبدأ ببعض أمثال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :

إن المُنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراَ أبقى :
قال ذلك حين ذكر الغلو في العبادة وذلك أن المسرع في السير إذا أفرط في الإسراع عطبت راحلته من قبل أن يبلغ حاجته أو يقضي سفره , فشبه بذلك من أفرط في العبادة حتى يبقى حسيراَ .

إياكم وخضراء الدمن :
وعندما سُئل صلى الله عليه وسلم وما خضراء الدمن ؟ قال : المرأة الحسناء في المنبت السوء .

إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطاَ أو يلم :
قال ذلك صلى الله عليه وسلم حين ذكر الدنيا وزينتها وهو أن تأكل الدابة حتى ينتفخ بطنها وتمرض.

المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين :
]أول من قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعمرو بن عبد الله بن عمر الجمحي , وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسره يوم بدر فقال : يا محمد إني رجل مُعيل وإنما خرجت معهم ليعطوني ما أعود به على عيالي ، فمنّ عليه وحذره أن يعود , فلما كان يوم أحد خرج فيمن تألب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذه رسول الله أسيراً ولم يأسر يومئذ سواه , فقال : يا محمد منّ علي فإني حُملت على الخروج عليك , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين , لا تأتي مكة تُمسحُ عارضيك وتقول : خدعتُ محمداً مرتين , ثم أمر عاصم بن ثابت بن الأفلح فضرب عنقه .

الحديث ذو شجون :
يضرب هذا المثل في الحديث يتذكر به غيره ، أول من تكلم به ضبة بن أُد بن طابخة بن إلياس بن مضر وذلك أن ضبة كان له ابنان يقال لأحدهما سعد والآخر سُعيد فنفرت إبل ضبة وهما معها فخرجا يطلبانها فتفرقا في طلبها فوجدها سعد وأما سُعيد فذهب ولم يرجع فجعل ضبة يقول بعد ذلك إذا رأى سواداً : أسعد أم سُعيد فذهب قوله مثلاً . ثم أن ضبة بعد ذلك خرج والحرث بن كعب في الأشهر الحرم ومرا على سرجه بمكان فقال له الحرث : أترى هذا المكان فإني قد لقيت فيه شاباً من هيئته كذا وكذا فقتلته وأخذت بُرداً كان عليه من صفته كذا وكذا فوصف صفة البرد وسيفاً كان على سُعيد فقال له ضبة أرني السيف فأراه إياه فعرفه ضبة فقال : إن الحديث ذو شجون فذهبت مثلاً فضربه حتى قتله فلامه الناس فقالوا : أقتلت رجلاً في الأشهر الحرم ؟ فقال ضبة : سبق السيف العدل. .فأرسلها مثلاً , ويضرب في الخطأ يلام فاعله بعد وقوعه .

عند الصباح يِحمدُ القوم السُرى:
ويضرب في تحمل التعب رجاء الراحة . أول من قال ذلك خالد بن الوليد رضي الله عنه لما بعث إليه أبوكر الصديق رضي الله عنه وهو باليمامة أن سر إلى العراق , وأراد خالد رضي الله عنه سلوك المفازة , فقال له رافع بن عمر الطائي : قد سلكتها في الجاهلية ولا أظنك تقدر عليها إلا أن تحمل الماء , فتحّمل من الماء شيئاَ كثيراً واشترى مائة شارف فعطّشها ثم سقاها الماء حتى رويت ثم كبتها وكعم أفواهها ثم سلك المفازة حتى إذا مضى يومان وخاف على الناس والخيل فنحرها فاستخرج ما في بطونها من الماء فسقى الناس والخيل ومضى فلما كان في الليلة الرابعة قال رافع : انظروا هل ترون سدراً عظاماً فإن رأيتموه وإلا فهو الهلاك فنظر الناس فرأوا السدر فأخبروه وكبر الناس ثم هجموا على الماء فقال خالد رضي الله عنه :
لله در رافـــع أنـــى اهـــــــتدى
فـوز مــن قراقر إلى سُــــــوى

خمساَ إذا سار بـه الجيش بكــى
ما سارها من قبله إنس يُـــرى

عند الصباح يحمد القوم السرى
وتنجلي عنهم غيابات الكرى

خلى لك الجو فبيضي واصفري :
يضرب في الحاجة لم يتمكن منها صاحبها . أول من قال ذلك طرفة بن العبد وهو يومئذ صغير وذلك أن عمه حمله معه في بعض أسفاره فنزل على ماء لهم وكان عليه قنابر فمضى طرفة بفخ فنصبه للقنا بر وقعد يومه لم يصد شيئاَ ونفرت القنا بر من ذلك الوضع فنزع فخه من التراب ورجع إلى عمه , فلما أرادوا الرجوع نظر طرفة إلى القنا بر تلتقط حباَ كان قد ألقاه لها فقال :
يـالـك مــن قـنـبـرة بـمـعـمــر
خلا لك الجو فبيض واصفري
ونقـري مـا شئت أن تـنـقـري

جوع كلبك يتبعك :
يضرب فيما ينبغي أن يعامل به اللئيم . أول من قال ذلك ملك من ملوك حمير كان عنيفاَ على أهل مملكته يغصبهم أموالهم ويسلبهم ما في أيديهم وكانت الكهنة تخبره أنهم سيقتلونه فلا يحفل بذلك , فقالت له امرأته يوماَ : إني لأرحم هؤلاء لما يلقون من الجهد في العيش ونحن في العيش الرغد وإني لأخاف أن يكونوا عليك سباعاَ وقد كانوا لدينا أتباعا فرد عليها : جوع كلبك يتبعك فأرسلها مثلاَ , فلبث بذلك زماناَ ثم أنه أغزاهم فغنموا ولم يقسم فيهم شيئاَ فلما خرجوا من عنده قالوا لأخيه قد ترى ما نحن فيه من هذا الجهد ونحن نكره خروج الملك منكم أهل حمير فساعدنا على قتل أخيك واجلس مكانه فأجابهم إلى ذلك فوثبوا عليه فقتلوه , فمر به عامر بن جذيمة وهو مقتول وقد سمعه وهو يقول جوع كلبك يتبعك فقال : ربما أكل الكلب مؤدبه إذا لم ينل شبعه .

كل فتاة بأبيها معجبة :
ويضرب في عجب الرجل رهطه وعشيرته . أول من قال ذلك العجماء بنت علقمة السعدية وكانت قد خرجت وثلاث نسوة من بني سعد في ليلة طلقة يتحدثن فأتين روضة فلما أطمأن بهن المجلس أخذن في الحديث فقلن أي النساء أفضل ؟ فذكرت كل واحدة منهن أوصافاَ , ثم قلن : فأي الرجال خير ؟ فذكرت كل واحدة منهن أوصافاَ فقالت إحداهن : إن في أبي لنعتكن , فقالت العجماء : كل فتاة بأبيها معجبة..