الموضوع: أي طريق نتّبع؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2021, 11:13 PM
المشاركة 6
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: أي طريق نتّبع؟
شدني الموضوع كما شدني كلام الأفاضل على المداخلة
المحللة ماري كلود دوفور تعتبر الكراهية قسوة مدمرة عن عمد وقصد وأنها سلاح رئيسي للإفناء وهي تميز بين العدوانية التي هي عرض حياتي انفعالي مزاجي وبين الكراهية التي هي قوة تطب تجريد الكائن من ذاتيته وشخصانيته وتتخذ أشكالاً اجتماعية مختلفة، ترفض الجديدوتتجه إلى الماضي،تطلب الإعادة والتكرار وتجرد المكروه من ذاتيته.
والفيلسوف بيير دولونيه يؤكد التحليل نفسه إذ يقول " الذي يكره ينكر كل وجود لموضوع كراهيته، حتى أنه يحيله إلى قدر ضئيل من الموجود، وإذا لم يجد ذلك كافيا يقتله إنه لا يريد أن يعرف عن وجود الآخر شيئاً، الكراهية، نفي؟ للشخص وقصد إلى تحطيم الآخر بمهاجمته في وجوده وفي إنسانيته.



(مقتبس من كلام الأخت ياسمين
لكن لنحذر دوما التعميم في حالة" الحب والكراهية" لا شك أن الكراهية إخفاق في الحب لكنها ليست النقيض العضوي المباشر له، إنها بالمعنى المنطقي ضد من أضداده.)


تعقيبا على كلامك يا ياسمين
نحن حين نخفق في الحب يمكن أن نكره-حتى القتل- لكن يمكن أيضاً في الأغلب من الأحوال أن نلوذ بمرارة الإخفاق وأن نكتفي بالحزن أو بالاكتئاب، في المثالين الدالين اللذين سقتهما تتجسد الكراهية في أقصى أشكالها .


المثالين ذاتيهما أخ فاضل تقترن الكراهية بشكل أو بآخر بالدين،
في الحالة الأولى تسوغ التنظيمات الدينية- السياسة المتصلبة العنيفة فعلها بدين الإسلام نفسه وبآمر الحاكمية الإلهية أحكام الشريعة واستعادة نظام الخلافة وقيادة العالم، وهي تختار لإنفاذ هذه الغايات أشد وأقسى أشكال الصراع التي عرفتها التجربة الإسلامية وينطق بها ظاهر النصوص الدينية، أي أن دين الإسلام يبعث من جديد مدججا بآيات( مرحلة الصراع) وحمولا في صورة العنف والكراهية وقد نبذت منه آيات الرحمة والحرية والعدل والكرامة الإنسانية.
في الحالة الثانية تستبد فكرة"يهودية الدولة"- المستترة- وإنكار حقوق الآخرين وتدفع الكراهية للآخر وعدم الاعتراف بحقه في الوجود إلى حدود التدمير المروع.
ويمارس أبناء "المحرقة" وأحفادها الكراهية نفسها، والشر نفسه اللذين مارستهما النازية في أولئك البؤساء ،كل ذلك جرى ببرود وبدماء جامدة وبشكل" عادي" فبدت أجساد الأطفال والرجال والنساء الممزقة الدامية، وبدت البيوت والمدارس والمساجد المدمرة أشياء عادية، تقترفها قوى الكراهية بشكل عادي، ويمحي الفرق محواً تامًّا بين الضباط الذين ينفذون الأوامر وبين "أيخمان" الذي كان هو أيضا ينفذ الأوامر