عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2011, 04:11 PM
المشاركة 997
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
توركواتو تاسو

يتمه: انفصل عن ابوه في سن مبكرة، ثم ماتت امه وهو في سن الثانية عشرة.
مجاله:شاعر كبير من ايطاليا.

توركواتو تاسو Torquato Tasso (و.11 مارس 154425 أبريل 1595) كان شاعراً إيطالياً من القرن السادس عشر, شهرته طبقت الآفاق بسبب قصيدته La Gerusalemme liberata (اورشليم تحررت) (1580), وفيها يتصور رواية شديدة الخيالية عن القتال بين المسيحيين والمسلمين في نهاية الحملة الصليبية الأولى, أثناء حصار القدس.

النشأة
توافر لتوركواتو تاسو الكثير من المغريات بالشعر. ولد في سورنتو (1544) حيث البحر ملحمة، والسماء أغنية، وكل ربوة من الأرض انشودة. وكان أبوه برناردو شاعراً، وموظفاً في البلاط، وإنساناً مرهف الحس مشبوب العاطفة، تآمر على الحكم الأسباني، ونفي إلى مملكة نابلي (1551)، وجاب الأرض من بلاط إلى بلاط تاركاً وراءه زوجته وولده في عوز وضنك. وتنتمي أمه بورنسيا دي روسي إلى اسرة توسكانية عريقة تجري الثقافة في عروقها. ودرس الصبي ثلاث سنوات في مدرسة لليسوعيين بنابلي، فشرب اللاتينية واليونانية في جرعات تحطم الأعصاب، ودرب على التقوى العميقة التي اثارت فيه الرجفة اللاهوتية تارة؛ ووهبته السلام الذي يجل عن الوصف تارة اخرى. وفي العاشرة لحق بأبيه في روما، وتركه موت أمه بعد عامين شديد التأثر طويل الحسرة. ثم رافق اباه إلى أوربينو والبندقية، وهناك نشر برناردو قصيدته »اماديجي« (1560) التي حكى فيها بالشعر قصة غرام من العصر الوسيط.

وكان توركواتو نفسه يجيش الآن بالشعر.. أرسل إلى بادوا ليدرس القانون، ولكن قدوة أبيه كانت أقوى من مبادئه، فأهمل الفتى درس الشرائع وراح ينظم القوافي، وكان منذ أمد بعيد قد وقع أسيراً لسحر ڤرجيل. فعزم الآن على أن يطبق الأسلوب المانتوي الرفيع الجاد على اساطير الفروسية التي عالجها أريوستو علاج المازح العابث. وهكذا فاجأ أباه برواية في اثني عشر قسما »رينالدو«. وكان شعور برناردو مزيجاً من الحزن والابتهاج، فقد تكشف له ما سيلقاه من صروف الأيام شاعر لا يملك غير عبقريته، ولكنه طرب لرؤية ولده الذي لم يجاوز الثامنة عشر ربيعاً ينافس أشعر شعراء العصر رقة وخيالا. ونشرت الملحمة الصغيرة بأمره (1562). واغتبطت نفسه بما لقيت من استحسان، فأذن لتوركواتو بأن يهجر دراسة القانون في بادوا ويستبدل بها الفلسفة والأدب في بولونيا. وهناك أثارت موهبة الفتى المتاعب، لأنه كتب »الأبجرامات« اللاذعة في مدرسيه، فهددوه برفع دعوى القذف ضده، وعاد من فوره إلى بادوا.
وفي عام 1569 مات أبوه وهو لا يملك شروى نقير، واضطر تاسو إلى الاستدانة ليدفنه. وبعد عام اصطحبه الكردينال دستي إلى باريس، فجزع حين وجد شارل التاسع يخالط زعماء الهيجونوت في لطف وود، وجاهر بنقد الحكومة على انسجامها مع المهرطقين. أما الكردينال الحريص على رضاء الملك فقد رد سكرتيره المتعب إلى إيطاليا. ولم يغتفر له تاسو هذه الفعلة قط.
وعزى ألفونسو الشاعر بأن ألحقه ببيته وأجري عليه معاشاً سنوياً دون أن يحمله من المسئوليات شيئاً غير أن يهدي الدوق الملحمة التي عرف أنه يكتبها عن الحرب الصليبية الأولى. تلك كانت سنوات سعيدة بالقياس إلى غيرها. ففي صيف عام 1573 أنجز في بلاط درامته الرعوية »أمينتا«، وقد أثلج صدره ما لقيت من نجاح. فسادة فيرارا وسيداتها الذين كانوا يعيشون على استغلال الفلاحين انتشوا حين رأوا نعيم الريفيين-على المسرح. وأطربت كل وجهاء البلاط صورة العصر الذهبي الذي كانت فيه كل الأشياء السارة حلالا وخيراً:
لك الله أيها العصر الذهبي الجميل!
لست جميلاً لأن أنهارك كانت تفيض لبناً،
ولا لأن أشجارك كانت تقطر مناً،
بل لأن ذلك الألم الكاذب الذي خلقناه لانفسنا،
وصنم الخطيئة، ذلك المحتال المعبود،
وذلك الشرف-الذي سمته كذلك عقول العوام المرتاعة-،
لم يكن قد استيد بطبيعتنا بعد،
ليكن قد جاء ليكدر صفو الحظيرة الحلوة السعيدة،
حظيرة البشرية الوادعة،
ولا قيد ناموسه القاسي نفوساً ربيت على الحرية،
بل كان هناك قانون جميل،
قانون ذهبي سعيد،
خطته يد الطبيعة:
»كل لذيذ حلال«

– توركواتو تاسو
الدراما الرعوية، أمينتـّا

كانت المنغصات البدنية والنفسية قد هزت أعصابه: حمى الملاريا، ونوبات الصداع المتكررة، والصدمات المتراكمة إثر نفي ابيه، وموت أمه، وإملاق أبيه وهو مشرف على الموت، يضاف إلى هذا كله أن الشكوك اللاهوتية التي ساورته - شكوك الجحيم والخلود، والوهية المسيح - ألقت على عقله ظلاً ثقيلاً من الإحساس بالإثم ودفعته إلى الاكثار من الاعتراف وتناول الأسرار(75). وقد وقر في نفسه أنه مارس قوة السحر الاسود (أي الشيطاني)، وتراء له الرؤى المرعبة