عرض مشاركة واحدة
قديم 06-26-2011, 08:46 PM
المشاركة 3
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أستاذي الكريم
ظني أنك ستتحفنا بكل غريب و جميل من جواهر الأدب و بنات الأفكار الأبكار
فوجود أمثالكم ممن نستفيد منه هو فضل من الله.


و على مسألة التأثر و التأثير فكل من يشتغل بالأدب أو أشغله الأدب

يعلم أن التجديد غير الاختلاق.
و هنا يفترق الأدباء إلي فرقين كطودين عظيمين
فرق يرى(و أنا منهم) أن لا جديد سوى تجديد العتيق العريق و إضافة ما يعتدُّ به كتتميم لما شاده لنا الأوّلون ،
و هذه سنة فالله يأمر الرسول ليقول عن نفسه و دينه : ( قل: ما كنت بِدعاً من الرسل ...)
و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول (إنما بعثت متمماً لمكارم الأخلاق)
و القرآن يقول لنا عن ملتنا الحاضرة أنها ملة قديمة(ملة أبيكم إبراهيم من قبل ... )
و كذا الحال في الأدب قال كعب بن زهير كما روى صاحب العقد الفريد أنه قال في ما معنى شعره اننا نكاد لا نقول من الشعر إلا المعاد.
فحدث نظير كثرة كنوز الأدب العربي ما يسمى اليوم بالسرقة الأدبية أو كما سماه إبن عبدربه (اختلاف الشعراء في المعنى الواحد)
المهم أن القوم لم يخرجوا عن مبدأ أن التجديد هو ابتكار معنى جديد يتم به عقد المعاني الموروث أو تجديد المعنى القديم.
مثلا:
قال ذو الرمة يصف الغيث:
دانٍ مسفٍّ فويق الأرض هيدبه=يكاد يدفعه من قام بالراح
أخذ هذا المعني أبو نواس فقال فيه:
أقولُ و الغيثُ دانٍ=يكادُ يُدفعُ باليد


أقول: هكذا فهم التناص لدى السابقين و اللاحقين من الشعراء و الأدباء.


حتى ظهرت زمرة ادعت أنها ستوجد عالماً جديداً للشعر و ستخلق لغة تغاير اللغة التي نعرفها
و قالوا بتطور الشعر حتى أنهم زعموا أن ظهور (محمود سامي البرودي) نكسة في الشعر و أن شوقي ناظم
و فرحوا لموته و هذا مسطر في الكتب !
فما الذي جلبوه؟
جلبوا نظريات الغرب و صور الغرب و مشاعر الغرب , ترجموها و قدموها كفَتْحٍ جديدٍ حتى إذا استفاق العقل العربي من صدمته و سلط عليهم الأضواء و قيل لهم (هذا اختلاق) ............ لوّنوا لنا الكلام .
فبدلاً من موت المؤلف قالوا: التناص!
و هنا حدثت كارثة عظيمة و هي أن الشاعر يختار ما يحلو له من نصوص فيسرق كما يشاء و يضيف لنفسه ما ليس لها تحت غطاء التقاطع مع العتيق فوقعوا في المكرور رغم أنوفهم , فلا قديما وقروا و لا جديا قدموا.
و طامة الطوام أن تجد متناصين مع كتاب الله حتى قال أحدهم (سيناريو جديد لقصة قديمة) و تطاول على كتاب الله و جاء أخر في صيف 2009 في أربعاء جريدة المدينة ليتناص مع سورة يوسف ليقدم لنا يعقوب و يوسف و إخوة يوسف عليهم السلام في صورة تكذب ما قاله الله عز وجل عنهم.
أخي الكريم عذرا عن الإطالة و لكن موضوعك قيم و مهم و الحديث فيه له شجون
و سؤالي كريمي: ألا تظن أن تشابه بيت طرفة مع امريء القيس , من قبيل خطأ الناقل لتشابه البحر , أو من باب النحل لأن المعنى جميل و التعصب أعمى عينَ الناحل؟
و تثبيت.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا