الموضوع: أنا واللايك
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
1039
 
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8


عبد الكريم الزين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
14,144

+التقييم
11.38

تاريخ التسجيل
Dec 2020

الاقامة
المغرب

رقم العضوية
16516
01-06-2021, 04:58 PM
المشاركة 1
01-06-2021, 04:58 PM
المشاركة 1
افتراضي أنا واللايك
أنا و اللايك.

تسارعت ومضات عيناي على الأسطر المتراقصة فوق صفحة المنشور أمامي، وتحرك أصبعي بحركة روتينية معتادة للانتقال إلى قراءة أخرى.
حينها صاح:
-هكذا تنتقل بكل بساطة.
في البدء لم يثر الصوت استغرابي. في عصر أصبح الاستغراب ترفا يصعب الحصول عليه، لكثرة ما نعاينه من غرائب وعجائب على مدار الساعة.
ظننته صوت شريط فيديو، أو تطبيقا من تطبيقات لا تحصى، من التي تزخر بها هواتفنا الذكية، وتسلبنا قدرا من الذكاء مع كل تطوير جديد.
عاد الصوت يلح من جديد:
-ألم ترني بعد! ربما بسبب صغر حجمي، ولكن هذا لا يعطيك الحق في تجاهلي . هيا انظر أسفل المنشور. اليد التي ترفع الإبهام.
صحت متعجبا:
اللايك! أنت اللايك.
-أجل أنا اللايك. لماذا تصر على تجاهلي؟
-لم أتجاهلك البتة، ولكنك المنشور لم يثر إعجابي.
-دعني أسألك سؤالا، كم عدد أعضاء المجموعات في مواقع التواصل؟
-أقل مجموعة فيها منخرطون بالالاف.
-وكم عدد الذين يكتبون؟
-الحقيقة أنني لم أحصهم، على الأرجح عشرات، إن لم يكونوا أقل.
-ها أنت تعترف ضمنيا أن الكتابة ليست شيئا سهلا، وأن الإبحار فيها صعب وشاق.
-لكن أليس من حقي أن لا أبدي رأيي في ما أقرأ!
-ليس المطلوب منك أن تكون ناقدا أدبيًا يدرس ويحلل. يمكن أن تضيف أو تنتقد ببضع عبارات في التعليقات.
-ليس شرطا أن أعبر عن موقف.
-وما فائدتك في المجموعة إذن ! أنت لست في متجر تختار ما تود شرائه، أنت عضو في مجموعة، ومن واجبك أن تشارك. إن لم يكن بالكتابة فبالإعجاب أو التعليق.
-من حقي أن لا أبدي الإعجاب.
-ومن حقك أيضا أن تعلق، ولكنك تكتفي باللامبالاة.
-لا أحب أن أجرح شعور الآخرين.
-فأنت إذن شيطان أخرس.
-لكن هناك منشورات تافهة وصور لا تليق وأشخاص يتسولون الإعجاب.
-لماذا تصر على الهروب والتملص، أنا أحدثك عن كتابات يستقطعها أصحابها من ذواتهم أو يكابدون لاعتصراها من مخيلاتهم. الكتابة مثل الولادة، قد تنساب فيها الكلمات بيسر وسلاسة، وقد تتعسر الحروف فتتمنع على صاحبها.
والكاتب لا يكتب إلا لرغبة جامحة تلح عليه ليشاطر الآخرين مكنونات قلبه أو إبداع عقله، أو ليسيح معهم في عالمه السحري.
تفاعلك معه هو ما يحفزه ويدفعه للكتابة والإبداع.
-هناك نوع من الكتابات لا أستسيغها ولا أفهمها.
-قد لا تستيغ مذاق الطعام الحار ولكن أشخاصا كثيرين يعشقونه، وأنت لاتفهم اللغة الصينية بينما يتواصل بها ما يزيد عن مليار من البشر.
-ليس من المعقول أن أعجب بكتابة ناقصة.
-اعتبر كاتبها قد اجتهد وأخطأ، أليس للمجتهد أجر إذا أخطأ.
-قد أكثرت علي، وجردتني من حججي.
-سأراقبك، فلا تخيب أملي.
ضغطت على زر الإعجاب، فانقطع صوته، لكن همسه مازال يسكن في نفسي.