عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-2011, 03:16 PM
المشاركة 1095
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محمد باقر الصدر

لا شك أن الشيخ محمد باقر الصدر قد امتلك صفات وسمات شخصية بارزة، مثله كمثل أي يتيم. فهو فاقد للأب في سن الرابعة، وهي سن مبكرة نسبيا، وعليه من المتوقع أن تكون صفاته وقدراته بارزة وملحوظة، خاصة انه لقي رعاية من أخاه الأكبر، ومن قائمة من الأخوال الذين يشكلون قدوات حسنة.
ولا غرابة أن يبرع في مجال العلوم الشرعية كون أن كل من حوله من القدوات كانوا يعملون في ذلك المجال...خاصة بعد هجرته الداخلية إلى النجف، ولا غرابة في اهتمامه في علم المنطق في بداية عمره، فكل الأيتام الذين تصيبهم فجيعة اليتم في مثل سنه يبرعون في مجالات المنطق والرياضيات حسب ما لوحظ من سير حياة الأيتام في هذا السن.
ومن الطبيعي وقد اكتوى، الشيخ محمد باقر الصدر، بألم اليتم أن يتحول بعد أن لقي من الرعاية ما لقي إلى مرجع ديني ومفكر وفيلسوف فكل ذلك نابع من طاقات ذهنه المتفجرة والناتجة عن يتمه المبكر...
ومن الطبيعي أن يتحول إلى ثائر يحارب ضد السلطة القائمة، فكل يتيم هو بالضرورة شخص ثائر يحارب بشراسة ضد السلطة القائمة، منطلقا في ذلك من تلك الطاقات الذهنية الدفينة وبهدف فرض فكره وعبقريته، فهو يستشعر بأنه الأحق في السلطة والولاية مثل كل يتيم...وغالبا ما يكون ذلك شعورا غير واعي..وقد يفهمه البعض من الأيتام على انه تكليف من الله وهو في الواقع ليس إلا من مخرجات العقل الباطن.
وكل صفاته الأخرى مثل فرط الذكاء، كما يقال عنه، وعدم حاجته لتقليد غيره منذ سن الرشد، وكونه موضع أعجاب أستاذته والناس من حوله لنبوغه المبكر، وقدرته على إتقان مهنة التدريس مبكرا أي في سن الخامسة عشرة، وميله إلى حياة الزهد ما هي إلا صفات أخرى تنتج عن مصابه باليتم في الطفولة المبكرة.
ولا عجب أن يحمل لواء محاربة النظام بكل جرأة وإقدام وبكافة الأساليب وان يدفع حياته ثمنا لذلك...فكل يتيم هو ثائر على السلطة القائمة وعلى السائد والمألوف حتى الرمق الأخير...وغالبا ما يعتقد بأن طرحه وفكرة هو الأمثل والأصلح ويشكل البديل الأفضل لكل طرح آخر.

وخلاصة القول،،

من الطبيعي أن يمتلك الشيخ محمد باقر الصدر صفات وسمات فذة بارزة، وقد تيتم في سن مبكرة...فكل يتيم هو بالضرورة مشروع عبقري، وقد يتحول إلى عبقرية فذة إذا ما لقي الرعاية والعناية والاهتمام...وهذا ما حصل مع الشيخ هنا.
ولكن المشكلة لدى الكثيرين وعلى رأسهم الشيعة الإمامة هو ذلك التقديس الذي يمنحوه لليتيم...وكأن صفاته وسماته العبقرية قد أذهلتهم...فأحيانا هو من روح الله وأحيانا أخرى قدس الله سره وما إلى ذلك...والأمر ليس فيه أسرار، ولا يتعدى أن يكون نتاج فجيعة اليتم في سن مبكرة وما تترك تلك الفجيعة من اثر وطاقة في ذهن اليتيم...بغض النظر عن الطائفة أو الجنس أو القبيلة أو لون البشرة...او مكان الولادة ...فلا قداسة إلا بوحي...ولا عصمة إلا للنبي.