عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
13544
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
01-31-2011, 12:26 AM
المشاركة 1
01-31-2011, 12:26 AM
المشاركة 1
افتراضي الخيال الجامح (فن)

الخيال الجامح (فن)



الخيال الجامح:


في عام 1825، وبعد النجاح الباهر لقصص هوفمن، تشكل الخيال الجامح جنساً أدبياً، وصار المصطلح، من حينه، صيغة سحرية تغطي أكثر النتاجات الأدبية تنوعاً، وحمل من «ارتباطه بالعائدين من العالم الآخر» و«الأرواح والشياطين» معنى خاصاً، بعد أن كان في القرن السادس عشر يعني «المتخيل أو صاحب الرؤى الذي يقتات بالأوهام» وفي القرن العشرين، ومع اقتحام الخيال الجامح عوالم الأدب والشعر والفن والعمارة والموسيقى وغيرها، اتسع المفهوم وامتد ليشمل معاني أخرى.





الخيال الجامح في الفن:


الخيال الجامح هو الشعور بالغموض والالتباس واللاواقعية، والإحساس بالقلق يتسلل إلى العلاقة بين المشاهد والعمل الفني، به يستحضر الفنان الغيب، سواء أكان ذلك عن عمد وتصميم أم بتداعيات لا إرادية، وبوساطته يُضمِّن عمله كل ما يصدم العقل: حتمية الموت، والجهل بالمستقبل، والظواهر الطبيعية غير المتوقعة، وهشاشة المدنيات. إن مثل هذا الشعور لا يرتبط بالعصور ولا بالأجناس ولا بالمدارس، فما برح إنسان العصر الحالي شديد التأثر بعالم الخيال الجامح يستشعره إذا ما وقف أمام تميمة إفريقية قادمة من غابر الأزمان أو لوحة من صنع فنان معاصر.



كتب غويا في مقدمة كتابه الثاني «أهواء»: «إن رقاد الفكر يولّد المسوخ» والحلم هو اللغة العالمية الشاملة، والوسيلة المثلى تعبر بوساطته الشعوب كافة عما في اللاشعور من رواسب قديمة. إن لكل ديانة في أولوياتها أحداثاً خيالية خارقة يسعى الفنانون للتعبير عنها، فبفضلها ينجو الفرد من قوانين الطبيعة القاهرة (بعث أوزيريس والمسيح، وولادة بوذا المعجزة وأساطير الإغريق القديمة وجلجامش الرافدي وغيرها).




ولد الخيال الجامح مع ولادة الفن، وارتبط كما يبدو مع النماذج الأصلية الكبرى التي رسخها في الذاكرة الجمعية تساؤل الإنسان الحائر حيال المبادئ الأولية، وإلى بواعث العصور السحرية الدينية السابقة أضاف القرن الماضي حوافز اللاوعي، وفي توزع الإنسان بين الخير والشر تحول اللاوعي في آداب وفنون الإنسان المعاصر إلى العبث واللامعقول.




والخيال الجامح حاضر في فنون البلدان جميعاً وفي كل العصور، وهو لا يخضع لقواعد محددة في الابتكار، وإذا ما شجعته بعض المدارس الفنية وجعلته محط اهتمامها، فمن الملائم دراسته في محيط مفهوماتها الجمالية الخاصة بها، ومع اتخاذ الخيال الجامح أكثر المظاهر تنوعاً، يبقى، كغاية، خاضعاً لبعض الثوابت المساعدة على دراسته، وعليه فالخيال الجامح، قبل أي شيء آخر، تعبير عن القلق من المريب، وغير المألوف، والمرهوب الجانب، وأشكال المسوخ، وكل أشكال المخلوقات الغريبة.






الخيال الجامح في العمارة:


ينحصر مبدأ العمارة الخارقة في تحدي قواعد القياس والتوازن (برج بابل - الزيقورة)، واستحضار المصورين له غالباً ما يجيء مضللاً ومحيراً أكثر من الواقع، فالقصر المبني على رأس إبرة (مخطوطة محفوظة في فيينا القرن الثالث عشر) هو التعبير الأكثر كمالاً لعمارة مستحيلة، كما أن كنيسة سان ميشيل ديغوي على صخرة، رد على تجربة الهلاك والوقوع في الجحيم، وإغواء كل ما هو ضخم وهائل كالمعابد التي تخترق السماء هو ما يميز الزيقورات الرافدية والأهرامات الفرعونية.



وثمة خيال جامح وليد الخوف من الفراغ (غوبورا سريراغام، والكنائس الباروكية لسلفادور)، كما أن أحد الأطروحات المفضلة لدى المخيلة الخارقة: المتاهة التي استحوذت على عقول البنائين بدءاً من قصر مينوس في الأسطورة اليونانية وانتهاء بالتعرجات والمنعطفات بين أشجار شُذِّبت حسب الطلب لهانس فريدمان في القرن الخامس عشر، وفي حدائق القرن الثامن عشر سعى الفنانون، باستخدام النبات والأطلال، إلى خلق المرعب والخلاب معاً، وصار الشعار: «على المعماري أن يحاصر المشاهد ويورطه في إغواء الرائع والخارق».


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)