الموضوع: ماذا سأكتب؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-26-2021, 11:30 PM
المشاركة 148
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: ماذا سأكتب؟
ماري لستون كرافت والظلم المضيء


ماري لستون كرافت، هل سمعت هذا الاسم من قبل؟
إنه أشهر من نار على علم في أمريكا
لأن هذه المرأة تعتبر رائدة الحركة النسائية في العالم وكتبها تعتبر الأكثر رواجاً ومبيعاً.
وهي امرأة صنعت نفسها بنفسها حتى تخطت جبال القسوة والظلم التي اعترضت مسيرتها،
وتغلبت على كل ما واجهها من صعاب، بفضل إرادتها واتخاذها من هذه العقبات
وسيلة لتعبر دروب التقدم والمجد، تلك العقبات التي أكسبتها صلابة لم تكن لتتوفر لها ربما لو عاشت حياة عادية.
فماري في طفولتها تعرضت لأب ظالم سامها وأمها ألوان العذاب، وجعل أيامها تعيسة لتعرضها لتصرفاته
وحاول قتل كل شرايين الأمل في حياة كريمة حولها، لكنها قاومت ظلمه وهي بعد لم يشتد عودها
وعندما استعادت ثقتها بدأت تشق طريقها قدما برغم ما في الطريق من أشواك،
وحين تزوجت ضابطاً في الجيش الأمريكي ، اعتقدت أن الحظ قد ابتسم لها
وأن هذا الرجل سيمحو من ذاكرتها كل الشقاء الذي عاشته مع أبيها،
لكن الزوج كان ظالماً فرفض إن يتزوجها زواج كنسي، ورضيت هي بالعيش في ظل زواج مدني
لعل الأيام تصلح الأحوال، لكن سوء الطالع كان يلازمها فظل الزوج يضرب بعلاقتها عرض الحائط،
ويقيم مايشاء من علاقات آذتها في الصميم، وأخيراً اتفقا على الانفصال،
وبرغم ذلك لم تضعف ولم تستسلم لظروفها وإنما خرجت مرة أخرى للحياة
والتقت بالفيلسوف" بالدوين" الذي أحبها وأصر على
أن يتزوجها في الكنيسة ليعوضها من فاتها من إحساس،
كما أنه زوج ابنتها الوحيدة للشاعر " برس" وعاملها كما لو كانت ابنته وأغدق عليها عطفه،
لقد أضاء الظلم الذي مر بها في جوانب نفسها وحرك إرادتها واستطاعت أن تصمد ولا تيأس وأن تواجه أعتى الظروف.
وكانت من القوة بحيث لفتت نظر فيلسوف بمستوى بالدوين فأحبها وعوضها عن كل شيء.
وحاولت ماري أن تفعل الكثير للحركة النسائية ليس في بلدها، بل في العالم كله
فناصرت وكتبت وتظاهرت من أجل قضايا الأمومة والمرأة
وحين أضاء الحب حياتها كتبت أروع انطباعاتها وسجلت أجمل ما ادخرته من تجربتها الفريدة
ولكن الموت عاجلها ،قبل أن يرى كتابها النور، لكن كلماتها وتجربتها الفريدة
ستظل مضيئة في دنيا الكلمة
وستبقى حياتها مثالاً للظلم المضيء
.