الموضوع: القبر
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2021, 10:17 AM
المشاركة 4
سلطان الركيبات
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: القبر
حان الحيْنُ الذي قضاه الربُّ سبحانه ، وأمرَ ملكَ الموت أنْ اقبضْ روحَها ، فلم يبق من عمرها لحظة .. وجاءت سكرةُ الموت وحملوها على الأكتاف وأودعوها في مستقرها قبل الأخير ..
شهق الشاب شهقةً كادتْ تودي بعمرِه الغضّ ،
وصاح وصاح : أمّاه أين تذهبين وتتركينني ؟! أيُّ حضن بعدك يحتويني ؟!
أمّاه أمي ... أغلى لفظ نطقه لساني ، كنتِ آخرَ طيف تغفو على رؤياه أجفاني ،، لن أغسل وجهي من أثر قبلاتك ، عودي
لا تتركي وحيدَك وحيداً ..
وغادر الناس المقبرة كلٌّ يرعى شأنه .. أما شأن الشاب فقد ابتدأ بالقرب من حجارة قبرها .. لم يبرح مكانه قط .. اتخذ لنفسه كناً ومرتعاً ليفرّغ هناك شوقاً لا يذوب .. وهو يحادثها يذكّرها بالذي مضى والذي قد كان ، يحادث القبر كأن به مساً من جنون ، والدمع لا يتوقف ، ومع كل دمعة يرجوها العودة ..
وبلا عودة ..أشرف الشاب على فقدان عقله وقبل أن يسافر عقلُه ، جاءه هاجس من داخل القبر وكأنه صدى الحنان ينبعثُ من الثرى المبلّل بعطر ِالوداع وحناءِ الحنين ..
يقول الصوت : قريباً ستعود إلى حضني ,, فلا تبتئس !!
وكأن حيْنَه قد حان هو الآخر.. ومع بدء النهار ، أعلنَت الشمس على الملأ أن في المقبرة شاباً يحتاج إلى دفن .. فأدركوه
الفقد فقد ناريمان الوارفة
فقد الأم الأب الأخ الأخت... الصديق الحبيبة
لا فقدت عزيزا
ابحار قصصي عذب مقتضب معبر مؤثر
وما الحنين إلا اشتياق لقطعة منك موجودة بمكان آخر
لله يا أنتِ
بحق أبدعت كثيراً وجداً

الشعر ما أوجع وأمتع