عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2010, 01:15 AM
المشاركة 19
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من مقال ل: ميرزا الخويلدي

غازي القصيبي: الموت عملاقا

الشرق الاوسط اللندنية


gmt 23:40:00 2010 الأحد 15 أغسطس


.....وعلى الرغم من أن غازي القصيبي ولد لعائلة ثرية، فإنه كان على موعد مع الحزن والحرمان منذ نعومة أظافره، ففي شهره التاسع فقد والدته التي رحلت عن الدنيا وهي لا تزال شابة لم تكمل الثامنة والعشرين من عمرها، وظل يكابد مرارة الفراق، التي كتب عنها في «المواسم» مخاطبا نفسه: «وبعد ميلادك بأقل من سنة، توفيت أمك في الثامنة والعشرين، بالتيوفئيد، في الأحساء التي لم تكن أمك تحبها ولم تكن أمها تحبها، وفي السنة نفسها مات جدك. فقدت ستك (سعاد) زوجها وابنتها الوحيدة في سنة واحدة. موسم الموت».

يفضل القصيبي رسم الصورة بالكلمات، وهو يلون بالحزن سيرته الأولى، يقول «الذين عرفوا (سعاد) في تلك الفترة يزعمون أن شعرها ابيض كله فجأة، خلال أيام، وأنت لا تصدق ولا تكذب، وبعد وفاة أمك نسيت ستك سعاد موطنها الأصلي، نسيت ضيقها بالأحساء، نسيت معاناتها مع الشروق، وقررت أن تكرس بقيت عمرها للعناية بأولاد ابنتها الراحلة الغالية، وكان أصغرهم بطبيعة الحال أجدرهم بالعناية، ونشأتَ لا تعرف أما سوى (ستي) التي تشفق كما تشفق الأم، وربما أكثر، وتحنو كما تحنو الأم وربما أكثر، وتدافع عن الولد اليتيم ظالما أو مظلوما».