عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2013, 10:01 AM
المشاركة 14
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أخي الكريم
الدكتور أيوب صابر
قولك : (والفلسفة أصل العلوم كلها والفيلسوف ( العالم ) الذي تعمق في البحث والتحصيل المعرفي هو بالضرورة من اشد الناس خيشه لله إذا كان قد أصبح من أعمق الناس معرفة فعلا. ..)
في رأي المتواضع - سلمك الله _ أن الفيلسوف باحث عن الغايات أي ذوات الأشياء،
و العالم باحث عن النتائج التي تقود إلي الإشارة على وجود الذوات...
و لهذا تجد الفلاسفة يسعون للبحث عن كل شيء من منطلق أنه لا مسلمة و لا حاجة لدليل بل التأمل
و مثالهم الظاهر الصوفية الوجودية في كل ثقافة من ثقافات الدنيا فحين تسألهم إلي أين تريدون قالوا
إلي الله أو أيّ معظم عندهم، و وسيلتهم الشك (السؤال) ، و التجربة(الطريقة) و الذوق( الحقيقة).

فليست الفلسفة الإلحاد لكونها تنكر الله أو تشكك فيه أو في أي قضية تتعلق بالغيب حيث لا سبيل إليه،بل من الإلحاد أن تعتقد أنك تستطيع الوصول إلي الخالق سبحانه بأدواتك و ذوقك و تجاربك التي لا تعتمد فيهالا على كتاب أو رسول.

و مرادي من ما تقدم أن أسمع رأيك في ما يلي:

قد نقبل وجود فلاسفة في الحضارات الوثنية حيث لا كتاب من الله و لا نبي يهدي الطريق، لكن كيف قَبِلتْ بعض الطوائف منا المسلمين_ قديما و حديثا - الفلسفة و عندنا ما نحتاجه من دلالات الغيب على ما ينفعنا مع الله و اليوم الآخر؟
و ألفت عنايتكم إلي هذا السؤال (أي ناتج الشك) الذي قاله جمع من الأنبياء و سجله الله في قرآنه المحكم عنهم:
ّ( قالت لهم رسلهم : أفي الله شك فاطر السموات و الأرض؟)
و أنا أعتبر أن أمية بن خلف لعنه الله من الفلاسفة المشككين فقد جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله:
(
قال مجاهد وعكرمة: جاء أبي بن خلف لعنه اللّه، إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وفي يده عظم رميم، وهو يفته ويذروه في الهواء، ويقول: يا محمد أتزعم أن اللّه يبعث هذا؟ قال صلى اللّه عليه وسلم: "نعم، يمتيك اللّه تعالى ثم يبعثك ثم يحشرك إلى النار" )
هنا أخي نجد الفرق بين منطق المتفلسف الملحد في البناء الشكي و بين منطق العالم في البناء اليقيني، و أنزل الله تبارك و تعالى آواخر سورة يس ليعلمنا كيف نرد على كل متفلسف عن أمور لا تستطاع إليها سبيلا:

يقول تعالى: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) [يس: 78-80].

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا