عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2013, 03:26 PM
المشاركة 13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الأستاذ عبد فايز الزبيدي

في حديثك عن عبد الله القصيمي أن الفلسفة قادته إلى الإلحاد.
أقول نحن لا نعرف تحديدا الظروف التي أوصلت السيد عبد الله القصيمي إلى ما وصل إليه إن كان ما قيل عنه قد حصل فعلا. بشكل عام قد يصل الإنسان إلى الإلحاد بسبب تعرضه لبرمجه حزبيه منظمة او حتى لبرمجة عقلية واعية او غير واعية.
وقد يكون للظروف المحيطة به دور في تلك البرمجة وأحيانا قد تعصف بالإنسان ظروف خاصة تقوده إلى مثل تلك النهاية واقصد بالظروف الخاصة ردة فعل على واقع حال مؤلم سواء بسبب المصائب أو الانتماء والتمييز الطبقي والمعاناة التي يجدها الإنسان غير مبررة فيكون الخروج عن المألوف وسيلة من وسائل الرفض.
وقد يكون للقدوة دور مهم جدا في ما يمكن أن يصبح عليه الإنسان ولذلك أمر الله سبحانه وتعالى نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يتخذ من الأنبياء قدوة له وأمرنا أن نتخذ من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.

الفلسفة بذاتها كعلم ليست المشكلة وإنما (الجهل...عند الأغلبية والمقصود به هنا عدم التعمق في الدراسة والبحث وعدم التعمق في كنه الأمور وبما يظهر مدى القدرة الاعجازية المذهلة لها) أو بمعنى آخر محدودية الثقافة وسطحيتها.. هو الذي يقود إلى الإلحاد أما العلم والمعرفة العميقة فهي تقود إلى الأيمان حتما وهذا ما اخبرنا به القران الكريم في قوله تعالى " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [فاطر:28]...

والفلسفة أصل العلوم كلها والفيلسوف ( العالم ) الذي تعمق في البحث والتحصيل المعرفي هو بالضرورة من اشد الناس خيشه لله إذا كان قد أصبح من أعمق الناس معرفة فعلا.

والإلحاد يكون فقط كنتيجة للحالات المذكورة أعلاه أو لان الثقافة المحصلة هي في الواقع سطحية وغير عميقة فتكون الاستنتاجات خاطئة. وعليه لا يمكن لوم الفلسفة كمسبب للإلحاد والأمر يعود للشخص وليس للفكر الفلسفي...واغلب الملحدين اناس تكابر ولا تريد ان ترى الحق او انها تعاند لاسباب نفسية معينة.

والمعروف أن الفلسفة ولدت عندما تطور الوعي البشري إلى حد انه أصبح لا يقبل ما كان سائدا من أفكار حيث كانت الأسطورة هي المسيطرة وكان الناس يفسرون الظواهر الطبيعية من منطلق أسطوري فمثلا كان أهل الدنمارك يعتقدون أن الرعد عبارة عن أصوات أرجل أحصنة الإله تور وهي تمر في السماء من مكان إلى آخر تجر عربة الإله تور.

ولما تطور الوعي وأصبح الشك يعصف في عقول كل صاحب لب جاءت الفلسفة لتفسر الظواهر الطبيعية كبديل للطرح الأسطوري فهي إذا كانت نتاج تطور العقل البشري الذي لم يتوقف عن البحث والتمحيص وطرح الأسئلة فتطورت العلوم من رحم الفلسفة.

ونحن حين نطلب من الناس أن تعيش بدون فكر وفلسفة وعلوم . حين نطلب من الناس أن لا تشك فيما هو قائم فكأننا نطلب منهم التخلي عن عقولهم المفكرة .

ومن هنا نجد ان الشك نعمة خلصت البشرية من سيطرة الاسطورة التي ما انزل الله بها من سلطان.

يتيع،،