عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2013, 04:31 PM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الأستاذ عبد فايز الزبيدي
مرحبا ،،
تقول " قرأت يوماً كتاباً لسيد قطب رحمه الله _ نسيت عنوانه لطول المدة _ أورد فيه قولة لجوليان هكسلي مفادها: الفلفسة تشبه قلعة حربية مهجورة بها سرداب له ألف باب ، إن دخلت و توغلت فلن تخرج أبدا.
و يقال: إن الفيلسوف السعودي عبدالله القصيمي ساقته الفلفسة إلي الإلحاد _ و العياذ بالله- و طـُرد من السعودية لمجاهرته بذلك، و زاره بعض قدامى أصدقائه في محل إقامته بالقاهرة لمناصحته ، فيقال أنه مع إصراره على مواقفه إلا أنه بكى بين يديهم و قال : إياكم و تعليم الناشئة الفلفسة!
و ما يخيف منها أنها لا تقود إلا لمزيد من الظلمة بعد ظلمة ، و من هذا سباحتها فيما لا يستطيع المرء بعقله و حواسه أن يصل إليه مطلقا ......... و هنا أقف بين يديك سائلاً:
هل الشك الذي يرجى منه الوصول للحكمة ( و لعلك تقصد بالحكمة اليقين) تأملٌ أم تجريب؟

الاستاذ الزبيدي ،
كما قلت لك ..سؤالك الجيد فتح مجالا واسعا للحوار. وحتما الحديث عن الشك حديث يطول ويتشعب.
بعد أن قرأت مداخلتك هذه افترضت فورا أن هكسلي يتيم وأنهما حتما مرا بتجربة متشابهه مع الموت وتبين انه أصبح يتيم في سن الحادية والعشرين وهي على ما اذكر نفس السن التي فقد فيها سيد قطب والده وهذا مؤشر بأن التجارب المأساوية له اثر مشابه على الأشخاص الأثر وان اختلفت النتائج، ولو أننا دققنا في شباب سيد قطب لوجدنا انه مر في فترات كانت فيها الفلسفة شغله الشاغل وأظن أن الشك كان يعصف به مثله مثل أي يتيم ولولا انه تعرض لعملية برمجة منظمة من الفكر الاخواني ربما لكان فيلسوفا وجوديا أو ماركسيا وديكارتيا وهكذا.
لاحظ أيضا مثلا آخر على اثر اليتم على كل من الشيخ القرضاوي وحامد أبو زيد فكلهما حفظ القران الكريم وهو صغير لكن الأمور ألت لاحقا إلى شيخ اطمئن قلبه بالإيمان وآخر ظل الشك يعصف به وهو حامد أبو زيد.
المهم أن الشك ليس قضية فلسفية فقط وإنما هو أيضا وظيفة دماغية. يعني مثله مثل البصر او السمع ولكنه أصعب على الملاحظة لان الدماغ والقلب ووظائفها ما تزال عالم غامض ونحن حينما نتوقع من شخص أن لا يشك فكأننا نطلب منه أن لا يرى أو يبصر أو يحب أو يكره. وهناك في الطب النفسي مؤشر على وجود الشك كوظيفية دماغية حيث نجد أن هذه الوظيفة قد تتضخم عملها وهنا يصبح الشخص مريض بما يعرف بالوسواس القهري.
وهذا الحديث يقودنا إلى القول بأن الشك في الأذهان أمر نسبي فتجده يزداد حدة ويرتفع منسوبه عند من مر بتجارب الموت وهو رديف القلق الوجودي والخوف من الموت الناتج حسب الفلاسفة الوجوديين من صدمة الموت ونجد لو قمنا على تحليل حياة العظماء و الفلاسفة والمفكرين بأن حدة الشك تكون أكثر حدة كلما كانت تجارب الموت أقسى وأبكر في توقيتها وأكثف في تكرارها.
يتبع،،