الموضوع
:
صفات الناقد الأدبي
عرض مشاركة واحدة
10-25-2010, 05:15 PM
المشاركة
12
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 2
تاريخ الإنضمام :
Mar 2010
رقم العضوية :
8997
المشاركات:
2,945
أما عن الصفات التي ترجع إلى ما حصله الناقد من
علم ومعرفة وثقافة فهي كثيرة نستطيع أن نعد منها
الصفات الآتية :
أن يكون الناقد الأدبي قد حصَّل قسطا ً كافيا ً من العلم المنظم الذي يكون لدى صاحبه ثقافة عامة تعينه على القيام بعمله النقدي , قيام الفاهم الواعي لكل بعد من أبعاد العملية الفنية للنقد .
ولقد دعا هذا الشرط بعض العلماء إلى رفض الأحكام الأدبية التي يصدرها ناقد ليس له هذا القدر من العلم المنظم , والصدفة وإن أصابت في مرة من المرات إلا أنها معرضة للخطأ في مئات
المرات , وهي في الوقت نفسه ليست أساسا ً علميا ً تنبني عليه الأحكام .
وأن يكون الناقد قد حصَّل قدرا ً من الثقافة الخاصة إلى جوار ما حصَّل من ثقافة عامة , يستطيع بها أن يكون ملما ً بتيارات الفكر السائدة ,
وإنما تكون الثقافة خاصة إذا استطاعت أن تُكسب صاحبها المعرفة من جانب , وأن تهذب عقله من جانب آخر , إذ المعرفة تعطي مكتسبها سعة النظرة وعمقها ,
مما يهيء للناقد أساسا ً قويا ً , وفهما ً عميقا ً للخصائص التي يجب أن تتوفر في النص الأدبي من عمق فكر وجودة صياغة وروعة خيال ,
وصدق فني يطرز كل هذا وينظمه في سمط واحد , فيصدر بناء على ذلك أحكاماً أدبية صائبة .
ثم إن الثقافة الخاصة تهذب العقل كذلك , بأن تجعل هذه المعرفة التي اكتسبها الناقد قابلة لأن ينتفع بها في كل حين وتلك من أوضح سمات العمل النقدي البناء ,
المتعالي بنفسه عن الوقوع في أحابيل التعصب والهوى . ونستطيع بناء على ذلك أن نحكم على الناقد الأدبي بأنه صالح لأداء وظيفة النقد أو غير صالح لها ,
بمقدار ما يتوفر له من ثقافة خاصة في مجال علمه .
وأن تكون لدى الناقد الأدبي معرفة تمكنه من النقد المنظم بمعنى أن يبني نقده على أسس وأصول وقواعد تتصل بعمله النقدي وهذا النقد المنظم المطلوب منه ,
يجب أن يخلو من أي قدر من الارتجال أو العفوية أو الصدفة , لأن ذلك لو وُجد ضلل الأحكام وخرج بها عن طريقها الصحيح , ولن يتمكن الناقد من هذا العمل النقدي المنظم
إلا بعد تربية طويلة شاقة لعلمه ولذوقه .
وأن يكون للناقد الأدبي رصيد من المران والدربة وممارسة النقد الأدبي ممارسة عملية زمنا ً يمكنه من أن يقدر على تفسير النص الأدبي وتحليله وتقويمه تقويما ً
يكشف عما يحيط به من ملابسات ليصدر عليه من بعد الأحكام الصائبة السديدة المبنية على الخبرة والمران .
ولعل من فاتته من النقاد بعض الصفات الخاصة بالموهبة والاستعداد الفطري يستطيع أن يستعيض عنها أو عن شيء منها بمزيد من المران والدربة وإطالة الممارسة ..
حقا ً أن الصفات الخاصة بالموهبة لا تغني عن الصفات الخاصة بتحصيل العلم والمعرفة , وإنما يمكن أن تعوض إحداها شيئا ً مفقودا ً في الثانية ,
إذ الأصل أن يتوافر النوعان من الصفات فمع الموهبة صنعة وكسب , وهما متلازمان أبدا ً في الناقد الأدبي الأصيل .
وللحديث بقية إن شاء الله ...
رد مع الإقتباس