عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
14

المشاهدات
5986
 
عبير المعموري
من آل منابر ثقافية

عبير المعموري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
266

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jun 2014

الاقامة
بابل_العراق

رقم العضوية
12965
09-15-2015, 01:40 PM
المشاركة 1
09-15-2015, 01:40 PM
المشاركة 1
افتراضي ليلة العام الجديد..!!
تبدو عاجزة كل العجز من ان تفعل شيئا ذا اهمية...شعرت لمرات عديدة بحماسة بالغة لفعل امر ما يمكن ان تولد منه مساءات لا تشبه غيرها..حاولت بما قدرت عليه ان تخلق افق منير لعله يضيء عتمة ذاتها القديمة..ان يتغلغل ذلك التوهج الى عمق نفسها...حيث مواطن البؤس والفشل..انحنت فوق كومة ملابس جديدة لم ترتدي ايآ منها في اي مناسبة جمعت افراد عائلتها...فقد كانت متغيبة عن ذلك الحضور بشكل دائم...لا يروقها تسلط الاضواء عليها ولو كان ذلك لبعض الوقت.
حاولت جاهدة ان تظهر على مأدبة العشاء انثى بفستان سهرة انيق وجذاب..وملفت للانظار!...كان ذلك قرارها ونهاية رحلة من التفكير الطويل والعزلة المكثفة...ككأئن مسالم يختبأ في احدى الكهوف.

بينما راحت الاشجار تتمتم وترتجف مع الريح في الخارج...كل شيء يحدث في صمت مطبق...كانت ترمق فستانها بنظرات حادة ومريبة...في حين لم تتوقف مرآتها عن الثرثرة...شعرت انها مستلسمة للاصغاء الى حيث تنسل ببطء..فتسكن اعماقها..امتدت بجميع قواها الخاصة لانقاذ ذلك العالم البسيط القابع في قوقعة امنة..امنة جدا.. كي تنتزع بعض الاشواك المؤذية!! في لحظة شقاء، ومضت في ذاكرتها حادثة حمقاء وغبية حدثت في صيف2012 عندما استعدت لاستقبال العام الجديد في ليلة عائلية مشبعة بأعمق الروابط الانسانية...كان شريك حياتها في احدى الغرف يتبادل بعض النظرات المسكرة والقبلات الرخيصة..مع ابنة عمها الساذجة..القطة العمياء..كما يسميها هو!.

استطالت زفراتها وهي تحدق بتلك الوجوه الفارغة..وكأن الشيطان قد تمثل لها بفم يسيل قبحا ومرارة..بعد دقائق معدودة اخترق سمعها صوت رجولي هادىء وودود يسألها ان كانت مستعدة تماما..فأجابت:

_كلا..لست جاهزة لاستقبال العام 2018..اظنه سيشبه كثيرآ الاعوام السابقة.

نهضت من امام مرآتها وعادت لارتداء ملابسها البسيطة وهي تخطو بإتجاه المطبخ حتى لم يعد يسمع صوت اقدامها على الارض!.(وهي تقول في قرارة نفسها لست مستعدة لرؤية الشيطان مرة اخرى).

عبير المعموري


حتما..طريقي صعب..ولكنني يقينآ..سأكون!
عبير المعموري