عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2015, 01:54 PM
المشاركة 9
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم

مرحباً بك يا أستاذ جاد..

ولندخل في الرد على الشبهة الأولى.. وهى بالمناسبة كما أسلفنا من الشبه القديمة التي يعاد بثها بين الحين والحين .. وقد أفحمها علمائنا رداً ..

يقول :

نحن فى عصرنا الحديث نعلم أن نقل العلوم يكون عن طريق الكتابة والتوثيق ,
والكتابة لم يكن لها اهتمام اليوم فى عصور الاسلام الأولى كما أن الكتابة بدأت تنتشر مع نهاية القرن الأول الهجرى

الرد :
القول بأن الكتابة في عصور الإسلام الأولى لم يكن لها نفس الاهتمام
اليوم فهذا لا يضير السنة .. فنحن نحتاج للكتابة والتوثيق لبعدنا عن زمن الوحي وهم كان الوحي يتنزل بين أظهرهم .. فمن أحوج للكتابة
والتدوين ؟.. وفرق بين كثرة الاهتمام وقلته وبين عدمه .. كانت الكتابة موجودة لكن بقدر الحاجة ولما زادت الحاجة بمرور الوقت زاد الطلب..فزاد الاهتمام ..

يقول :
فكيف تم نقل القرآن والسنة والتيقن منهما وهم لا يملكون الأدوات التى تسمح بنقل موثق .
ولماذا ينتشر بين الناس أن النبي عليه السلام نهى عن كتابة السنة , وأمر فقط بكتابة القرآن ؟!


الرد :


إن كثير من قواعد علم تحري الإسناد وحال الرواة مستفاد من القرأن والسنة ومن عمل الصحابة أنفسهم رضي الله عنهم ..فالدعوى أن عصر صدر الإسلام لم تكن لديهم أدوات تحري ونقل دعوى باطلة .. الأدوات موجودة
وإلا لما وصلتنا أية أو حديث.. لكن الاهتمام بها ياتي على قدر الحاجة .. كما أن الأدوات تتطور ولاشك مع تعاقب الأزمان.
ومن أدلة القرأن التي قعدت لعلم الحديث والرواية ..
قال تعالى :{إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} (النحل: 105) ، وقوله تعالى : {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} (الإسراء: 36) ، وقوله : {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} (الحجرات: 6)،
ومن أدلة السنة قوله صلى الله عليه وسلم : (مَنْ كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار) ، وقوله : (من حدَّث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكذابين) أخرجه مسلم.

ومن أدلة عمل الصحابة بقوانين وقواعد الرواية ..

قال الإمام الذهبي في ترجمة أبي بكر الصديق رضي الله عنه : وكان أول من احتاط في قبول الأخبار ، فروى ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب أن الجدة جاءت إلى أبي بكر تلتمس أن توَرَّث ، فقال : " ما أجد لكِ في كتاب الله شيئًا ، وما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لك شيئًا ، ثم سأل الناس ، فقام المغيرة فقال : حضرتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يعطيها السدس ، فقال له : هل معك أحد ؟ فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك فأنفذه لها أبو بكر رضي الله عنه .

وقال في ترجمة عمر بن الخطاب : وهو الذي سنَّ للمحدثين التثبت في النقل ، وربما كان يتوقف في خبر الواحد إذا ارتاب ، فروى الجُرَيري - يعني سعيد بن إياس - عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن أبا موسى سَلَّم على عمر من وراء الباب ثلاث مرات ، فلم يؤذن له ، فرجع ، فأرسل عمر في أثره ، فقال : لمَ رجعتَ ؟ قال : سمعتُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا سلم أحدكم ثلاثًا فلم يُجَب فليرجع ) ، قال : لتأتيني على ذلك ببينة أو لأفعلن بك ، فجاءنا أبو موسى منتقعًا لونه ونحن جلوس ، فقلنا : ما شأنك ؟ ، فأخبَرنا ، وقال : فهل سمع أحد منكم ؟ فقلنا : نعم ، كلنا سمعه ، فأرسلوا معه رجلاً منهم حتى أتى عمر فأخبره .انتهى


أما خبر نهي النبي عليه السلام عن الكتابة فهو حجة على صاحب الشبهة .. كيف علم أن النبي نهى عن كتابة السنة .. علمه بنفس الطريقة التي ينكرها هو..
وهذا تناقض واضح..
ونقول لهم انكروا هذا الحديث بنفس طريقتكم ..أو كما قبلتم نهى النبي بحديث مسند فعليكم قبول أمره بالكتابة
بأحاديث أخرى مسندة إليه .. صلى الله عليه وسلم ..
فالحديث دون في عهد النبي عليه السلام .. وبأمره..
والعلماء يجمعون بين ورود النهي وعكسه بأن الإباحة ناسخة للمنع ..
وأن المنع كان خشية الخلط بين القرأن وكلام الرسول عليه السلام فلما زالت العلة جاء الأمر بالكتابة ..

ومن الأدلة على كتابة السنة ..
روى أبو داود وغيره؛ بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: كنتُ أكتبُ كلَّ شيءٍ سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنَهَتْنِي قريش، وقالوا: تكتبُ كلَّ شيء! ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم بشرٌ، يتكلم في الغضب والرضى!
قال: فأمسكتُ عن الكتاب، حتى ذكرتُ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأومأ بإصبعه إلى فِيْه، وقال: اكتبْ، فَوَالذي نفسي بيده، ما نُخرِج منه إلا حقًا.

وروى البخاري في صحيحه أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدٌ أكثرَ حديثًا عنه مني، إلا ما كان من عبدالله بن عمرو، فإنه كان يكتب، ولا أكتب.